مـــن تـــــراه الــوكــيــــــل الأمــيــــن الــحــكــيـــــم
تذكر الكنيسة اليوم وطيلة هذا الأسبوع الأحبار والكهنة المتوفين وبخاصة الذين غابوا عنّا في السنة الماضية. نُقدِّم هذه الذبيحة المقدَّسة لراحة نفوسهم في الملكوت السماوي ولنيل ثواب الرعاة الصالحين. وتصلّي من أجل الكهنة الأحياء، الذين أقامهم المسيح الكاهن الأزلي، وراعي الرعاة، "وكلاءَ أسرار الله"(1كور4: 1)، لكي يكون كلّ كاهن حسب قلب الله: "وكيلاً أميناً حكيماً" يُعطي طعام الكلمة والنعمة والمحبة. وتُصلّي من اجل الدعوات الكهنوتية، لكي يثبِّت المسيحُ الرب المدعوِّين، ويُنعم على الكنيسة بدعواتٍ جديدة
أجل، لقد أُقيم الكهنة في الكنيسة ليعطوا الجماعة طعام كلمة الله بالكرازة والتعليم، ونعمة الخلاص بتوزيع الأسرار والمحبة والوحدة بحسن الرعاية. وهي مهامٌ مُستمدّة من كهنوت المسيح(راجع القرار المجمعي حول "حياة الكهنة وخدمتهم"
فالكاهن هو خادم كلمة الله الذي يقع عليه، كمعاون للأسقف، واجب إعلان إنجيل الله لجميع الناس، عملاً بأمر المسيح الرب وبإرسال منه: "إذهبوا الى العالم كله، وأعلنوا الانجيل للخليقة كلها"(مر 16: 15). ردَّدَ الانبياء وبولس الرسول أنه من حقّ الجميع أن يطلبوا كلمة الله من فم الكاهن(ملاخي 2: 7؛ 1 طيم 4: 11-13). بإعلان كلمة الله يولَد الإيمان في قلب غير المؤمنين، ويغتذي في قلب المؤمنين، كما كتب بولس الرسول: "الايمان من السماع، والسماع من كلمة الله"روم 10: 17
والكاهن هو خادم أسرار الخلاص والعبادة الإلهية والصلاة. بالمعمودية يُدخل المؤمنين والمؤمنات في جماعة شعب الله، أعضاءً حية في الكنيسة؛ بسرِّ التوبة يُصالح الخطأة مع الله والكنيسة؛ بزيت المرضى يُخفّف من آلام المرضى ويقدِّسها؛ وباحتفاله بالقدّاس يُقدّم ذبيحة المسيح لخلاص العالم ووليمة جسده ودمه لحياة المؤمنين. ففي القربان يوجد كلّ خير الكنيسة الروحي؛ وبواسطة قربان المسيح ومعه يقدّم المؤمنون أعمالهم وأتعابهم وكل ذواتهم قرابين روحية لله
والكاهن هو راعي شعب الله، يمارس وظيفة المسيح الرأس والراعي، بحكم سلطان الرعاية الذي ناله من الأسقف، ويمارسه باسم المسيح راعي الرعاة العظيم. فيجمع عائلة الله بالاخوّة التي تنعشها الوحدة، ويقود أفرادها الى الآب بواسطة المسيح الرأس وبهدي الروح القدس وفعله
ولأنّ مهمته أن يبني الجاعة المؤمنة، وجب عليه أن يُقيم مع الجميع علاقات تتّسم بالطيبة والإخلاص للمسيح وتعليم الكنيسة والحياة المسيحية، وأن ينبّه وفقاً لمشورة القديس بولس الرسول: "نادِ بالكلمة باجتهاد في وقته وغير وقته. وبّخ ونبّه بكلِّ أناة وتعليم"(2 طيم 4: 2). ومن واجب الكاهن أن يساعد المؤمنين على عيش الإنفتاح نحو الآخرين، بعيداً عن الأنانية، والتزاماً بمقتضيات شريعة المحبة الجديدة، بحيث يخدمون الآخرين بما قسم لهم الله من مواهب وعطايا، ويقومون بواجباتهم وسط الجماعة البشرية بروح مسيحية، ويولون الفقراء والضعفاء اهتماماً خاصاً، وقد اتّحد المسيح بهم، وجعلهم موضوع انجيله وعلامة رسالته المسيحانية
5. لكن الوكيل الأمين الحكيم هو أيضاً كلّ مسؤول في العائلة والمدرسة والمجتمع والدولة. هؤلاء مدعوّون ليعطوا الطعام في حينه لأهل بيت الله(لو12: 42). وعلى الوكيل أن يكون أميناً لله ولشعبه، وحكيماً في أداء واجبه، ورأس الحكمة مخافة الله
فالعائلة هي المدرسة الطبيعية الأولى للتربية على القيم الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية. وهي الكنيسة البيتية التي تعلّم الصلاة وتنقل الإيمان من جيل الى جيل وتربيه. للوالدين يعود الحقّ الأوّل والواجب في تربية الأولاد، لأنّهم أعطوهم الحياة
والمدرسة توفّر، مع التعليم العام بأحسن مستوياته، التربية الروحية والأخلاقية والبيئية والوطنية. ينبغي أن تربّي على الإنتماء المخلص الى الوطن، وعلى احترامه والتفاني في سبيله، وعلى المواطنة وموجباتها والوحدة والترابط والتعاون مع جميع المواطنين، وعلى نبذ العنف وروح العداء والإنقسام
والمجتمع هو المكان الذي يعيش فيه الإنسان، والبيئة البشرية والطبيعية التي يتنشَّق منها. فينبغي أن يكون سليماً وغنياً بالتقاليد الثقافية والأخلاقية
أمّا الدولة والذين يتعاطون الشأن السياسي العام، فمسؤولون عن توفير الخير العام الذي منه خير الجميع وخير كلّ مواطن
وأودّ التوقف عند السلطة السياسية "كوكيل أمين حكيم يعطي الطعام في حينه لبني بيت الله"(لو12: 42). هذا الطعام هو الخير العام المعروف بأنّه مجمل أوضاع الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية والإدارية والقضائية التي تمكّن المواطنين والجماعات من تحقيق ذواتهم تحقيقاً أفضل، وتؤمّن لهم حياة كريمة بتوفير الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية(شرعة العمل السياسي، ص76). فأصحاب السلطة، يقول بولس الرسول، هم خدّام الله للشعب وللخير"(روم13: 4)، وما يفرض عليهم أن يكونوا "وكلاء أمناء وحكماء"، يمارسون سلطتهم ومسؤولياتهم ضمن حدود النظام الأخلاقي الذي رتبه الله، وبروح التفاني والخدمة والتجرد وبذل الذات، وإلّا خانوا أمانتهم واستوجبوا عقاب الله
أولى واجبات السلطة السياسية الموكّلة على الخير العام تأمين النهوض الإقتصادي والإجتماعي الذي هو في أساس نهوض الدولة بشعبها ومؤسساتها، وهو بمثابة عمودها الفقري. ما يقتضي أن تكون السياسة عندنا في خدمة هذا النهوض، فتعمل على بناء مؤسسات الدولة بشكل حديث ومنتج، وعلى التخلّص من تفشّي الفساد وتفاقم الشلل في الإدارة؛ وتكفّ عن هدر المال العام بالأساليب التي باتت معروفة من الجميع. وعلى الحكومة التقيّد بما يوجب الدستور اللبناني بشأن الموازنة السنوية وحسابات الإدارة المالية
وبسبب إهمال هذا الواجب راحت الحكومة تتلكّأ سنة بعد سنة عن إيفاء واجباتها للمستشفيات الخاصة والمدارس المجانية والمراكز الإجتماعية. إنّها بذلك تعتدي على هذه المؤسسات وتعطِّل خدمتها للمواطنين، فيما هو من واجب الدولة تأمين مثل كلّ هذه المؤسسات والخدمات
لكي تكون السلطة السياسية وكيلاً اميناً وحكيماً لتوفير الخير العام فإننا نناشدها بأن تدعم بالاستثمارات القطاعات الانتاجية كالسياحة والصناعة والزراعة من أجل تحريك الحياة الاقتصادية وتوفير فرص العمل وتحسين الميزان التجاري، وبأن تعزّز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص لكي تتمكّن من تأمين البنى التحتية على أنواعها، وإنشاء مناطق للصناعات الخفيفة؛ وبأن تُجري إصلاح الصندوق الوطنيللضمان الإجتماعي بمعالجة الخلل المتراكم في إدارته وموظفيه وماليته، لكي يصبح قادراً على تأمين الحماية الصحية والمجتمعية الشاملة لكل مواطن بالشكل الكافي واللائق
لا يمكن أن تستمر مصالح الدولة والشعب خاضعة للنافذين الواضعين يدهم على المال العام والمؤسسات، وللمحسوبية. "فكلما قويت دولة العدالة والقانون والكفاءة زالت المحسوبية وتدخلات النافذين، وكلما قويت المحسوبية وتدخلات النافذين ضعفت الدولة وانحرف أداؤها إلى تقاسم الحصص والمصالح الفئوية على حساب الوطن والمواطن معاً"(راجع روجيه نسناس: نهوض لبنان، نحو رؤية إقتصادية إجتماعية، ص16). بسبب كلّ ذلك بات ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر المحدد بدخل دولارين في اليوم. وهذا عار كبير يُسأل عنه أهل الحكم
8. على الوكيل أن يؤدي حسابه أمام الجماعة والله والتاريخ. إنّ إهماله لواجب وكالته، أكان في العائلة أم في المجتمع، في الكنيسة أم في الدولة، هو مثل ذلك الوكيل الشرير، الذي يقول عنه الربّ في إنجيل اليوم "انّه يستغيب سيده، الذي أوكله، ويبدأ يضرب ويأكل ويشرب ويسكر... فيأتي سيده في يوم لا ينتظره، ويفصله ويجعل نصيبه مع الكافرين"لو12: 45-46
أجل الوكالة مسؤولية عظيمة يقول عنها الربّ أيضاً: "مَن أُعطي كثيراً يُطلب منه الكثير، ومَن ائتُمن على الكثير يُطالب بأكثر"لو12: 48
أيها الربّ يسوع أفض نعمتك وأنوار روحك القدوس على الكهنة الذين أقمتهم وكلاء أسرار الله لخلاص البشر، وعلى الأزواج والوالدين الذين أوكلتهم على الحبّ الزوجي وإنجاب الحياة البشرية وتربيتها، وعلى المسؤولين في المجتمع والدولة الذين ائتمنتهم على الخير العام وإنماء الشخص البشري والمجتمع، لكي يؤدّوا جميعهم واجبات وكالتهم بالأمانة والحكمة، تحقيقاً لمشيئة الله الذي يريد خير وسعادة كلّ إنسان وشعب. له المجد والشكر إلى الأبد، آمين
أجل، لقد أُقيم الكهنة في الكنيسة ليعطوا الجماعة طعام كلمة الله بالكرازة والتعليم، ونعمة الخلاص بتوزيع الأسرار والمحبة والوحدة بحسن الرعاية. وهي مهامٌ مُستمدّة من كهنوت المسيح(راجع القرار المجمعي حول "حياة الكهنة وخدمتهم"
فالكاهن هو خادم كلمة الله الذي يقع عليه، كمعاون للأسقف، واجب إعلان إنجيل الله لجميع الناس، عملاً بأمر المسيح الرب وبإرسال منه: "إذهبوا الى العالم كله، وأعلنوا الانجيل للخليقة كلها"(مر 16: 15). ردَّدَ الانبياء وبولس الرسول أنه من حقّ الجميع أن يطلبوا كلمة الله من فم الكاهن(ملاخي 2: 7؛ 1 طيم 4: 11-13). بإعلان كلمة الله يولَد الإيمان في قلب غير المؤمنين، ويغتذي في قلب المؤمنين، كما كتب بولس الرسول: "الايمان من السماع، والسماع من كلمة الله"روم 10: 17
والكاهن هو خادم أسرار الخلاص والعبادة الإلهية والصلاة. بالمعمودية يُدخل المؤمنين والمؤمنات في جماعة شعب الله، أعضاءً حية في الكنيسة؛ بسرِّ التوبة يُصالح الخطأة مع الله والكنيسة؛ بزيت المرضى يُخفّف من آلام المرضى ويقدِّسها؛ وباحتفاله بالقدّاس يُقدّم ذبيحة المسيح لخلاص العالم ووليمة جسده ودمه لحياة المؤمنين. ففي القربان يوجد كلّ خير الكنيسة الروحي؛ وبواسطة قربان المسيح ومعه يقدّم المؤمنون أعمالهم وأتعابهم وكل ذواتهم قرابين روحية لله
والكاهن هو راعي شعب الله، يمارس وظيفة المسيح الرأس والراعي، بحكم سلطان الرعاية الذي ناله من الأسقف، ويمارسه باسم المسيح راعي الرعاة العظيم. فيجمع عائلة الله بالاخوّة التي تنعشها الوحدة، ويقود أفرادها الى الآب بواسطة المسيح الرأس وبهدي الروح القدس وفعله
ولأنّ مهمته أن يبني الجاعة المؤمنة، وجب عليه أن يُقيم مع الجميع علاقات تتّسم بالطيبة والإخلاص للمسيح وتعليم الكنيسة والحياة المسيحية، وأن ينبّه وفقاً لمشورة القديس بولس الرسول: "نادِ بالكلمة باجتهاد في وقته وغير وقته. وبّخ ونبّه بكلِّ أناة وتعليم"(2 طيم 4: 2). ومن واجب الكاهن أن يساعد المؤمنين على عيش الإنفتاح نحو الآخرين، بعيداً عن الأنانية، والتزاماً بمقتضيات شريعة المحبة الجديدة، بحيث يخدمون الآخرين بما قسم لهم الله من مواهب وعطايا، ويقومون بواجباتهم وسط الجماعة البشرية بروح مسيحية، ويولون الفقراء والضعفاء اهتماماً خاصاً، وقد اتّحد المسيح بهم، وجعلهم موضوع انجيله وعلامة رسالته المسيحانية
5. لكن الوكيل الأمين الحكيم هو أيضاً كلّ مسؤول في العائلة والمدرسة والمجتمع والدولة. هؤلاء مدعوّون ليعطوا الطعام في حينه لأهل بيت الله(لو12: 42). وعلى الوكيل أن يكون أميناً لله ولشعبه، وحكيماً في أداء واجبه، ورأس الحكمة مخافة الله
فالعائلة هي المدرسة الطبيعية الأولى للتربية على القيم الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية. وهي الكنيسة البيتية التي تعلّم الصلاة وتنقل الإيمان من جيل الى جيل وتربيه. للوالدين يعود الحقّ الأوّل والواجب في تربية الأولاد، لأنّهم أعطوهم الحياة
والمدرسة توفّر، مع التعليم العام بأحسن مستوياته، التربية الروحية والأخلاقية والبيئية والوطنية. ينبغي أن تربّي على الإنتماء المخلص الى الوطن، وعلى احترامه والتفاني في سبيله، وعلى المواطنة وموجباتها والوحدة والترابط والتعاون مع جميع المواطنين، وعلى نبذ العنف وروح العداء والإنقسام
والمجتمع هو المكان الذي يعيش فيه الإنسان، والبيئة البشرية والطبيعية التي يتنشَّق منها. فينبغي أن يكون سليماً وغنياً بالتقاليد الثقافية والأخلاقية
أمّا الدولة والذين يتعاطون الشأن السياسي العام، فمسؤولون عن توفير الخير العام الذي منه خير الجميع وخير كلّ مواطن
وأودّ التوقف عند السلطة السياسية "كوكيل أمين حكيم يعطي الطعام في حينه لبني بيت الله"(لو12: 42). هذا الطعام هو الخير العام المعروف بأنّه مجمل أوضاع الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية والإدارية والقضائية التي تمكّن المواطنين والجماعات من تحقيق ذواتهم تحقيقاً أفضل، وتؤمّن لهم حياة كريمة بتوفير الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية(شرعة العمل السياسي، ص76). فأصحاب السلطة، يقول بولس الرسول، هم خدّام الله للشعب وللخير"(روم13: 4)، وما يفرض عليهم أن يكونوا "وكلاء أمناء وحكماء"، يمارسون سلطتهم ومسؤولياتهم ضمن حدود النظام الأخلاقي الذي رتبه الله، وبروح التفاني والخدمة والتجرد وبذل الذات، وإلّا خانوا أمانتهم واستوجبوا عقاب الله
أولى واجبات السلطة السياسية الموكّلة على الخير العام تأمين النهوض الإقتصادي والإجتماعي الذي هو في أساس نهوض الدولة بشعبها ومؤسساتها، وهو بمثابة عمودها الفقري. ما يقتضي أن تكون السياسة عندنا في خدمة هذا النهوض، فتعمل على بناء مؤسسات الدولة بشكل حديث ومنتج، وعلى التخلّص من تفشّي الفساد وتفاقم الشلل في الإدارة؛ وتكفّ عن هدر المال العام بالأساليب التي باتت معروفة من الجميع. وعلى الحكومة التقيّد بما يوجب الدستور اللبناني بشأن الموازنة السنوية وحسابات الإدارة المالية
وبسبب إهمال هذا الواجب راحت الحكومة تتلكّأ سنة بعد سنة عن إيفاء واجباتها للمستشفيات الخاصة والمدارس المجانية والمراكز الإجتماعية. إنّها بذلك تعتدي على هذه المؤسسات وتعطِّل خدمتها للمواطنين، فيما هو من واجب الدولة تأمين مثل كلّ هذه المؤسسات والخدمات
لكي تكون السلطة السياسية وكيلاً اميناً وحكيماً لتوفير الخير العام فإننا نناشدها بأن تدعم بالاستثمارات القطاعات الانتاجية كالسياحة والصناعة والزراعة من أجل تحريك الحياة الاقتصادية وتوفير فرص العمل وتحسين الميزان التجاري، وبأن تعزّز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص لكي تتمكّن من تأمين البنى التحتية على أنواعها، وإنشاء مناطق للصناعات الخفيفة؛ وبأن تُجري إصلاح الصندوق الوطنيللضمان الإجتماعي بمعالجة الخلل المتراكم في إدارته وموظفيه وماليته، لكي يصبح قادراً على تأمين الحماية الصحية والمجتمعية الشاملة لكل مواطن بالشكل الكافي واللائق
لا يمكن أن تستمر مصالح الدولة والشعب خاضعة للنافذين الواضعين يدهم على المال العام والمؤسسات، وللمحسوبية. "فكلما قويت دولة العدالة والقانون والكفاءة زالت المحسوبية وتدخلات النافذين، وكلما قويت المحسوبية وتدخلات النافذين ضعفت الدولة وانحرف أداؤها إلى تقاسم الحصص والمصالح الفئوية على حساب الوطن والمواطن معاً"(راجع روجيه نسناس: نهوض لبنان، نحو رؤية إقتصادية إجتماعية، ص16). بسبب كلّ ذلك بات ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر المحدد بدخل دولارين في اليوم. وهذا عار كبير يُسأل عنه أهل الحكم
8. على الوكيل أن يؤدي حسابه أمام الجماعة والله والتاريخ. إنّ إهماله لواجب وكالته، أكان في العائلة أم في المجتمع، في الكنيسة أم في الدولة، هو مثل ذلك الوكيل الشرير، الذي يقول عنه الربّ في إنجيل اليوم "انّه يستغيب سيده، الذي أوكله، ويبدأ يضرب ويأكل ويشرب ويسكر... فيأتي سيده في يوم لا ينتظره، ويفصله ويجعل نصيبه مع الكافرين"لو12: 45-46
أجل الوكالة مسؤولية عظيمة يقول عنها الربّ أيضاً: "مَن أُعطي كثيراً يُطلب منه الكثير، ومَن ائتُمن على الكثير يُطالب بأكثر"لو12: 48
أيها الربّ يسوع أفض نعمتك وأنوار روحك القدوس على الكهنة الذين أقمتهم وكلاء أسرار الله لخلاص البشر، وعلى الأزواج والوالدين الذين أوكلتهم على الحبّ الزوجي وإنجاب الحياة البشرية وتربيتها، وعلى المسؤولين في المجتمع والدولة الذين ائتمنتهم على الخير العام وإنماء الشخص البشري والمجتمع، لكي يؤدّوا جميعهم واجبات وكالتهم بالأمانة والحكمة، تحقيقاً لمشيئة الله الذي يريد خير وسعادة كلّ إنسان وشعب. له المجد والشكر إلى الأبد، آمين