عظة عن الصلاة
يجب على المرء أن يطوب كل من خدموا الله وأن يتمثل بهم لسببين: أولاً : لأنهم وضعوا كل رجاء خلاصهم في الصولات المقدسةثانياً: لأنهم حفظوا ما كتبوه في التسابيح والعبادات التي قدموها لله برعده وفرح نقالين لنا بذلك كنوزهم الروحية هذه جاذبين كل الأجيال التالية إلي غيرتهم المقدسةفمن الطبيعي أن ينتقل سلوك المعلمين لمن يعلمونهم وأيضاً من الطبيعي أن يتشبه المتعلمون بسلوك المعلمين وفضائلهم حتى نحيا في صلاه وعبادة لله وتفكير دائم في إرداته فالحياة والغنى والسعادة هي أن نصلي لله بنفس نقيه غير دنسه فكما أن الشمس هي نور لعيني الجسد، هكذا الصلاة هي نور للنفس فإن كانت تعتبر خسارة فادحة ألا يرى الأعمى الشمس فكم بالحرى تكون الخسارة عندما لا يصلى المسيحي دائماً أو لا يقدس نفسه بنور المسيح بواسطة الصلاة؟ كيف لايندهش ويعجب الإنسان لهذه المحبة التي أظهرها الله لنا مانحاً إيانا كرامة كبيرة جتى جعلنا
مستحقين أن نصلي إلأيه ونتحدث معه
حينما فإننا نتكلم مع الله آخذين طبيعة الملائكة وبهذا يتضح أننا نختلف كثيراً عن الحيوانات غير العاقلة
فإن كانت الصلاة هي عمل الملائكة إلأ أن الصلاة في ذاتها هي أظم من الملائكة إن حديثنا مع الله هو عمل يفوق عمل الملائكةوكون الصلاة هو أمر يفوق الملائكة فهذا ما نعرفه منهم عندما يقدمون صلواتهم في خوف ورعدة، معطين إيانا إمكانية أن نعرف ونتعلم أنه عندنا نقدم صلاة إلي الله فيجب أن تكون بمخافة وفرح. فمن ناحية نقدمها بمخافة معتبرين أنفسنا غير مستحقين أن نتحدث مع الله
ومن ناحية أخرى نقدمها بملئ الفرح بسبب ما أعطانا من كرامة عظيمة إذ أن جنسنا البشري الفاني قد نال مثل هذه النعمة العظيمة حتى أنه يتمتع دائماً بالحديث مع الله والذي من خلاله نتجاوز وضعنا كمائتين وزائلين
فمن جهة إننا بحسب الطبيعة مائتين ومن جهة أخرى فإننا دخل إلي الحياة الأبدية بالحديث مع الله ونحن نثق أن من يصلي إلي الله يرتفع فوق الموت وكل فسادوكما أننا عندما نتمتع بنور الشمس لا نكون في ظلام هكذا عندما نتمتع بالحديث إلي الله عن طريق الصلاة، فلا نكون بعد في حالة فساد وبسبب عظم هذه الكرامة الموهوبة لنا فإننا نعبر إلي الحياة الأبديةإن كل الذين يتحدثون إلي الملك يأخذون كرامة منه، ولا يمكن أن يبقوا بعد فقراء وبالأكثر جداً فإن أولئك الذين يصلون إلي الله ويتحدثون معه لن تكون لهم نفس فاسدة فهذا أمر مستحيل فموت النفس هو في عدم التقوى والإنغماس في الخطية وعكس ذلك فإن إنتعاش النفس هو في الصلاة إلي الله وهذه الصلاة تنعكس على السلوك الروحيإذن فحياة البر والصلاة تنير نفوسنا وتغنيها بأسلوب فائقأيحب أحد البتولية؟ أيريد أحد أن يكرم العفة داخل الزواج؟ أيريد أحد أن يكبح غضبة وأن يعامل رفيقه بلطف ورقة؟ أيريد أن يكون نقياً من الدنس؟ أيشتهي أحد الأمور المستقيمة؟فالصلاة هي التي تجعلنا نسمو وهي التي تصقل حياتنا وتجعل طريق التقوى أسهل وأيسر لأنه عندما نطلب من الله علفه أو قداسة أو وداعة أو كرامه فلا يمكن أبداً أن تذهب طلباتنا سدى يقول الكتاب" إسألو تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يفتح لكم" متى7:7 وأيضًا يقول" لأن من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" لو11:10وفي موضع آخر يقول" فإن كنتم وأنتم أِرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيده فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه واضح من هذا الكلام وبهذا الرجاء أن الرب يحث الجميع على الصلاة ونحن من جانبنا يجب أن نخضع لله وأن نعيش دوماً بالتسابيح والصلوات وأن نهتم جداً بالصلاة للهوبهذا نستطيع أن نحيا الحياة التي تليق بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالعشرة الدائمة مع الله هي نفس بلا حياة وهي غير حكيمةأيوجد برهان على الجهالة أكثر من هذا – عندما نتجاهل حجم هذه الكرامة التي صارت لنا بالصلاة؟ ألا نعرف أن الموت الحقيقي للنفس هو عدم الصلاة إلي الله؟إن جسدنا يصير ميتاً عندما تغادره النفس ويصير نتناًهكذا فإن النفس عندما لا تتجه للصلاة تكون مائتة وتسعة ونتنة فتجاهل الصلاة هو الموت ذاته وهذا ما علمنا إياه النبي العظيم دانيال الذي فضل أن يموت على ألا يحرم من الصلاة ولو لثلاثة أيام لأن ملك الفرس لم يأمرة أن يجدف لكن فقط راقبة ثلاثة أيام ربما يصلي إلي إلهه وليس إلي الملكعندما تفارقنا القوة الإلهية يختفي كل صلاح من نفوسنا في حين أن قوة الله تحتضن أتعابنا وتيسرها وذلك عندما يرانا الله محبين للصلاة ومنتظرين الخيرات السمائية على الدوامإذن فعندما رأى شخصاً غير محب للصلاة ولا تحترق نفسه شوقاً إليها فيتضح لي أن هذا الإنسان لا يملك في نفسه شيئاً من الكرامة وعندما أرى شخصاً متعطشاً للصلاة ويعتبر أن الإهمال الدائم للصلاة هو من ألأمور المميتة للنفس أستنتج أنه يحيا كل فضيلة وهو هيكل حقيقي للهالإنسان المتعقل يظهر من سلوكة: كيف يتزين كيف يمشي كيف يفتح فاه ويضحك كما يقول سليمان الحكيم بالأكثر فإن الصلاة والسجود لله هي علامة القداسة الكاملة هي الزينة الإلهية والروحية التي تنثر البهاء والجمال الفائق في إنساننا الداخلي وتهذب حياة كل منا ولا تدع أي شيء غير لائق أن يسود داخلنامقنعه إيانا أن نهتم بالأمور الإلهية أكثر من أي شيء أخر وتعلمنا أن نطرد عنا كل حيل الشرير ملقين كل الأفكار غير اللائقة وتجعل نفوسنا رافضة للمتع الشريرةهذا هو إفتخارنا الذي يكلل كل من يؤمن بالمسيح هو أل نستعبد لأي شيء مضل وأن نحمي نفوسنا في حرية وحياة تقوية نقيةيتضح لي إذن وهو أمر جلي لكل أحد أنه لا يصح أن يحيا الإنسان بدون صلاة وفضيلة وأن الصلاة تكمل مسيرة الحياةلكن كيف يمارس الإنسان الفضيلة لو لم يأت ويلق بنفسه على واهب الفضيلة ومانحها؟ وكيف يشتهي أحد أن يكون عفيفاً ونقياً دون أن يتكلم بفرح مع ذاك الذي يطلب منا هذه الأمور وأمور أخرى أكثر منهاوأريد أن أخبركم إننا إن كما ممتلئين بالخطايا أي شيء أعظم وأفضل من الصلاة- فهي الدواء الفعال لكل مرض داخل النفس فأهل نينوي قديماً غفرت خطاياهم بالصلاة أمام الله لأنهم عندما داوموا على الصلاة – صاروا أنقياء والمدينة التي كانت مشهورة بالفجور والشرور وحياة العبث تحولت جذرياً بالصلاة – منتصرة على العاداتل القديمة وتزينت بالشرائع السمائية مزادنة بالعفة ومجبة الناس واللطف والعناية بالفقراءلأن الصلاة لا يمكن أن تلازم النفس دون أن تؤثر على كل سكان المدينة وهي أيضاً عندما تسكن نفس الإنسان تملأه بالتقوى وتنمية في الفضيلة طاردة الشر خارجاًلهذا لو أن شخصاً ما دخل مدينة نينوي وكان يعرفها جيداً من قبل فإنه سوف لا يعرفها بعد توبتها. هكذا تحولت المدينة فجأة من تلك الحياة غير اللائقة إلي حياة التقوى مثل إمرأة فقيرة كانت تلبس ملابس ممزقة بالية لو رآها أحد فيما بعد مزينة بملابس ذهبية، سيجد صعوبة في التعرف عليهاهذا ما حدث مع هذه المدينةلأ، من يعرف فقر المدينة وخلوها من كنوز الروح سوف لا يعرف أي مدينة هذه التي يراها الآن والتي إستطاعات الصلاة أن تغيرها بهذا الشكل وأن تقود سلوكها وحياتها نحو الفضيلة فالمرأة التي قضت كل حياتها في الفجور والزنا حصلت على خلاصها بمجر أن وقعت على أقدام المسيح إن الصلاة لا تطهر النفس فقط لكنها أيضاً تصد عنها أخطار كثيرة، فعلى سبيل المثال أن الملك والنبي الرائع داود أنقذ من حروب كثيرة ومخيفة بواسطة الصلاة وهي الوسيلة الوحيدة التي قدمها لجيشة كسلاح مؤكداً لجنودة للحصول على ألإنتصار دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهداً، الملوك الآخرون إعتمدوا في آمالهم للحصول على النصر على خبرة ضباطهم وعلى ضاربي السهام المشاة والفرسان. بينما نجد أن داود العظيم قد بنى جيشة بالصلوات المقدسة غير مكترث بغرور ضباطه ولواءاته وفرسانه وغير جامع للأموال ولا صانع لأسلحة ولكنه أحضر قوات سمائية من المساء إلي الأرض- وهذه الأسحلة الإلهية الحقيقية – هي الصلاة والملاذ الوحيد لأولاد اللهإن قوة ودراية المسلحين وضاربي السهام، وخبارتهم ومكرهم تظهر مراراً أنها أمور باطلة أمام الشجاعة التي يظهرها الطرف الآخرفي حين أن الصلاة هي السلاح الروحي والحماية الأكيدة التي تصد ليس محارباً واحداً بل ألوية كثيرةهكذا فإن داود العظيم عندما أتى إليه جليات مثل شيطان مخيف طرحه أرضاً لا بسلاح ولا بسيف لكن بالصلاةفكما تمثل الصلاة سلاحاً قوياً بالنسبة للملوك في المعارك هكذا تمثل لما أيضاً سلاحاً قوياً ضد محاربات الشياطينإن الملك حزقيا هزم الفرس في الحرب دون أن يسلح جيشه لكنه وقف للصلاة في مقابل جموع محاربيه. وهكذا تجنب الموت إذا أنه إرتمى بورع وخشوع في أحضان الله وأعطى مرة أخرى حياة للملكة بالصلاة فقطفكون الصلاة تظهر النفس الخاطئة فهذا ما علمتا إياه العشار الذي طلب من الله الغفران وأخذه ، وعلمنا إياه أيضاً الأبرص الذي شفي عل الفور بمجرد أن إرتمى في أحضان اللهفإن كان الله قد شفى الجسد الفاني في الحال فإنه بالحري قادر بمحبته للإنسان أن يشفي النفس المريضة ويصيرها أفضل لأنه بقدر ما للنفس من قيمة أفضل من الجسد بقدر ما يبدي الله إهتماً أكبر نحوهايستطيع الإنسان أن يتحدث عن أمور كثيرة قديماً وحديثاً لو أراد أن يعدد أولئك الذين أنقذتهم الصلاة وربما أن شخصاً ما المتهاونين الذين لا يقدموت صلواتهم بإهتمام وحرص ويستند إلي كلام الرب: " ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات" مت 7: 21 فلو كنت أقول أن الصلاة وحدها تكفي لخلاصنا لكان من الممكن قبول هذا الإعتراض لكني أقول إن الصلاة هي باب الخيرات أسأس ومنبع الحياة الفاضلة إذن لا يستيطع أحد أن يببر تهاونه بهذا المفهوم الخاطئ فلا العفة وحددها تستطيع أن تخلص بدون باقي الفضائل ولا رعاية الفقراء وحدها لكن يجب أن تجتمع الفضائل كلها معاً داخل النفس وتكون الصلاة هي أساس ومنبع الفضائل كلها. وكما أنه يلزم لتثبيت المنزل أن يكون أساسأً قوياً هكذا فإن الصلاة تشدد حياتنا وتقوينا لهذا فإن القديس بولس يوصي بالصلاة ك حين" واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر" كو4: 2 وفي موضع آخر يقول " صلوا بلا إنقطاع أشكروا في كل شيء لأنه هذه مشئية الله في المسيح يسوع من جهتكم" ( تس 5: 17-18 ) وفي موضع آخر يقول" مصلين بكل صلاة وطلبة كل وق في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة... " أف 6 : 18 هكذا يدعونا عميد الرسل بكلام متنوع إلي الصلاةإذن ووفقاً لهذا التعليم المقدم من الرسول بولس يجب علينا أن نكمل مسيرة حياتنا بالصلاة وبهذه الصلاة المستمرة نسد عطش إنساننا الداخلي لأننا جميعاً متعطشون للإرتواء ليس أقل من إجتياج الأشجار للمياهفكما أن الأشجار لا تستطيع أن تثمر إن لم ترتو من جذورها هكذا نحن لا نستطيع أن نقدم الثمر كثير الثمن الذي للتقوى، إن لم نوتو بالصلاة لهذا يجب أن نستيقظ ونبدأ صلواتنا لله مبكرين مع كل شروق للشمس وأن نصلي لله كل حينفي وقت الشتاء علينا أن نقضي الجزء الأكبر من المساء في الصلوات وأن نحني ركبنا وبرعدة كثيرة نلهج في التضرعهكذا نصير مغبوطين إذ نعبد اللهأخبرني كيف تنظر للشمس إن لم تسجد لذلك الذي يرسل لعينك هذا النور الباهر كيف تتمتع بالمأكولات إن لم تسجد لواهب و معطي كل هذه الخيرات؟ وكيف ستعيش يومك حتى المساء؟وأي أحلام سترى ( أثناء الليل ) إن لم تحصن نفسك بالصلوات. كيف تذهب للنوم بدون قلق؟ فإن الشياطين المتربصة ستزدري بك وتقتنصك بسهولة، هؤلاء الذين يجولون بلا هوادة لترويعنا وإقتناص الضعفاء الذين لا يتسلحون بالصلاة. لكن لو واظبنا على الصلاة فإنهم سيضمحلون كالبخار سريعاً لكم لو إبتعد الإنسان عن حياة الصلاة فإن الشياطين ستدفعه نحو الشرور والمتاعب والنكبات فلنحترس إذن من هذه الشرور والمتاعب والنكبات فلنحترس إذن من هذه الأمور ولنبني أنفسنا بالصلوات والتسابيح وإله الجميع يرحمنا ويجعلنا مستحقين لملكوت السموات بابنه الوحيد الذي به ومعه يليق له المجد والقوة إلي أبد الآبدين... آمين
مستحقين أن نصلي إلأيه ونتحدث معه
حينما فإننا نتكلم مع الله آخذين طبيعة الملائكة وبهذا يتضح أننا نختلف كثيراً عن الحيوانات غير العاقلة
فإن كانت الصلاة هي عمل الملائكة إلأ أن الصلاة في ذاتها هي أظم من الملائكة إن حديثنا مع الله هو عمل يفوق عمل الملائكةوكون الصلاة هو أمر يفوق الملائكة فهذا ما نعرفه منهم عندما يقدمون صلواتهم في خوف ورعدة، معطين إيانا إمكانية أن نعرف ونتعلم أنه عندنا نقدم صلاة إلي الله فيجب أن تكون بمخافة وفرح. فمن ناحية نقدمها بمخافة معتبرين أنفسنا غير مستحقين أن نتحدث مع الله
ومن ناحية أخرى نقدمها بملئ الفرح بسبب ما أعطانا من كرامة عظيمة إذ أن جنسنا البشري الفاني قد نال مثل هذه النعمة العظيمة حتى أنه يتمتع دائماً بالحديث مع الله والذي من خلاله نتجاوز وضعنا كمائتين وزائلين
فمن جهة إننا بحسب الطبيعة مائتين ومن جهة أخرى فإننا دخل إلي الحياة الأبدية بالحديث مع الله ونحن نثق أن من يصلي إلي الله يرتفع فوق الموت وكل فسادوكما أننا عندما نتمتع بنور الشمس لا نكون في ظلام هكذا عندما نتمتع بالحديث إلي الله عن طريق الصلاة، فلا نكون بعد في حالة فساد وبسبب عظم هذه الكرامة الموهوبة لنا فإننا نعبر إلي الحياة الأبديةإن كل الذين يتحدثون إلي الملك يأخذون كرامة منه، ولا يمكن أن يبقوا بعد فقراء وبالأكثر جداً فإن أولئك الذين يصلون إلي الله ويتحدثون معه لن تكون لهم نفس فاسدة فهذا أمر مستحيل فموت النفس هو في عدم التقوى والإنغماس في الخطية وعكس ذلك فإن إنتعاش النفس هو في الصلاة إلي الله وهذه الصلاة تنعكس على السلوك الروحيإذن فحياة البر والصلاة تنير نفوسنا وتغنيها بأسلوب فائقأيحب أحد البتولية؟ أيريد أحد أن يكرم العفة داخل الزواج؟ أيريد أحد أن يكبح غضبة وأن يعامل رفيقه بلطف ورقة؟ أيريد أن يكون نقياً من الدنس؟ أيشتهي أحد الأمور المستقيمة؟فالصلاة هي التي تجعلنا نسمو وهي التي تصقل حياتنا وتجعل طريق التقوى أسهل وأيسر لأنه عندما نطلب من الله علفه أو قداسة أو وداعة أو كرامه فلا يمكن أبداً أن تذهب طلباتنا سدى يقول الكتاب" إسألو تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يفتح لكم" متى7:7 وأيضًا يقول" لأن من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" لو11:10وفي موضع آخر يقول" فإن كنتم وأنتم أِرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيده فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه واضح من هذا الكلام وبهذا الرجاء أن الرب يحث الجميع على الصلاة ونحن من جانبنا يجب أن نخضع لله وأن نعيش دوماً بالتسابيح والصلوات وأن نهتم جداً بالصلاة للهوبهذا نستطيع أن نحيا الحياة التي تليق بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالعشرة الدائمة مع الله هي نفس بلا حياة وهي غير حكيمةأيوجد برهان على الجهالة أكثر من هذا – عندما نتجاهل حجم هذه الكرامة التي صارت لنا بالصلاة؟ ألا نعرف أن الموت الحقيقي للنفس هو عدم الصلاة إلي الله؟إن جسدنا يصير ميتاً عندما تغادره النفس ويصير نتناًهكذا فإن النفس عندما لا تتجه للصلاة تكون مائتة وتسعة ونتنة فتجاهل الصلاة هو الموت ذاته وهذا ما علمنا إياه النبي العظيم دانيال الذي فضل أن يموت على ألا يحرم من الصلاة ولو لثلاثة أيام لأن ملك الفرس لم يأمرة أن يجدف لكن فقط راقبة ثلاثة أيام ربما يصلي إلي إلهه وليس إلي الملكعندما تفارقنا القوة الإلهية يختفي كل صلاح من نفوسنا في حين أن قوة الله تحتضن أتعابنا وتيسرها وذلك عندما يرانا الله محبين للصلاة ومنتظرين الخيرات السمائية على الدوامإذن فعندما رأى شخصاً غير محب للصلاة ولا تحترق نفسه شوقاً إليها فيتضح لي أن هذا الإنسان لا يملك في نفسه شيئاً من الكرامة وعندما أرى شخصاً متعطشاً للصلاة ويعتبر أن الإهمال الدائم للصلاة هو من ألأمور المميتة للنفس أستنتج أنه يحيا كل فضيلة وهو هيكل حقيقي للهالإنسان المتعقل يظهر من سلوكة: كيف يتزين كيف يمشي كيف يفتح فاه ويضحك كما يقول سليمان الحكيم بالأكثر فإن الصلاة والسجود لله هي علامة القداسة الكاملة هي الزينة الإلهية والروحية التي تنثر البهاء والجمال الفائق في إنساننا الداخلي وتهذب حياة كل منا ولا تدع أي شيء غير لائق أن يسود داخلنامقنعه إيانا أن نهتم بالأمور الإلهية أكثر من أي شيء أخر وتعلمنا أن نطرد عنا كل حيل الشرير ملقين كل الأفكار غير اللائقة وتجعل نفوسنا رافضة للمتع الشريرةهذا هو إفتخارنا الذي يكلل كل من يؤمن بالمسيح هو أل نستعبد لأي شيء مضل وأن نحمي نفوسنا في حرية وحياة تقوية نقيةيتضح لي إذن وهو أمر جلي لكل أحد أنه لا يصح أن يحيا الإنسان بدون صلاة وفضيلة وأن الصلاة تكمل مسيرة الحياةلكن كيف يمارس الإنسان الفضيلة لو لم يأت ويلق بنفسه على واهب الفضيلة ومانحها؟ وكيف يشتهي أحد أن يكون عفيفاً ونقياً دون أن يتكلم بفرح مع ذاك الذي يطلب منا هذه الأمور وأمور أخرى أكثر منهاوأريد أن أخبركم إننا إن كما ممتلئين بالخطايا أي شيء أعظم وأفضل من الصلاة- فهي الدواء الفعال لكل مرض داخل النفس فأهل نينوي قديماً غفرت خطاياهم بالصلاة أمام الله لأنهم عندما داوموا على الصلاة – صاروا أنقياء والمدينة التي كانت مشهورة بالفجور والشرور وحياة العبث تحولت جذرياً بالصلاة – منتصرة على العاداتل القديمة وتزينت بالشرائع السمائية مزادنة بالعفة ومجبة الناس واللطف والعناية بالفقراءلأن الصلاة لا يمكن أن تلازم النفس دون أن تؤثر على كل سكان المدينة وهي أيضاً عندما تسكن نفس الإنسان تملأه بالتقوى وتنمية في الفضيلة طاردة الشر خارجاًلهذا لو أن شخصاً ما دخل مدينة نينوي وكان يعرفها جيداً من قبل فإنه سوف لا يعرفها بعد توبتها. هكذا تحولت المدينة فجأة من تلك الحياة غير اللائقة إلي حياة التقوى مثل إمرأة فقيرة كانت تلبس ملابس ممزقة بالية لو رآها أحد فيما بعد مزينة بملابس ذهبية، سيجد صعوبة في التعرف عليهاهذا ما حدث مع هذه المدينةلأ، من يعرف فقر المدينة وخلوها من كنوز الروح سوف لا يعرف أي مدينة هذه التي يراها الآن والتي إستطاعات الصلاة أن تغيرها بهذا الشكل وأن تقود سلوكها وحياتها نحو الفضيلة فالمرأة التي قضت كل حياتها في الفجور والزنا حصلت على خلاصها بمجر أن وقعت على أقدام المسيح إن الصلاة لا تطهر النفس فقط لكنها أيضاً تصد عنها أخطار كثيرة، فعلى سبيل المثال أن الملك والنبي الرائع داود أنقذ من حروب كثيرة ومخيفة بواسطة الصلاة وهي الوسيلة الوحيدة التي قدمها لجيشة كسلاح مؤكداً لجنودة للحصول على ألإنتصار دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهداً، الملوك الآخرون إعتمدوا في آمالهم للحصول على النصر على خبرة ضباطهم وعلى ضاربي السهام المشاة والفرسان. بينما نجد أن داود العظيم قد بنى جيشة بالصلوات المقدسة غير مكترث بغرور ضباطه ولواءاته وفرسانه وغير جامع للأموال ولا صانع لأسلحة ولكنه أحضر قوات سمائية من المساء إلي الأرض- وهذه الأسحلة الإلهية الحقيقية – هي الصلاة والملاذ الوحيد لأولاد اللهإن قوة ودراية المسلحين وضاربي السهام، وخبارتهم ومكرهم تظهر مراراً أنها أمور باطلة أمام الشجاعة التي يظهرها الطرف الآخرفي حين أن الصلاة هي السلاح الروحي والحماية الأكيدة التي تصد ليس محارباً واحداً بل ألوية كثيرةهكذا فإن داود العظيم عندما أتى إليه جليات مثل شيطان مخيف طرحه أرضاً لا بسلاح ولا بسيف لكن بالصلاةفكما تمثل الصلاة سلاحاً قوياً بالنسبة للملوك في المعارك هكذا تمثل لما أيضاً سلاحاً قوياً ضد محاربات الشياطينإن الملك حزقيا هزم الفرس في الحرب دون أن يسلح جيشه لكنه وقف للصلاة في مقابل جموع محاربيه. وهكذا تجنب الموت إذا أنه إرتمى بورع وخشوع في أحضان الله وأعطى مرة أخرى حياة للملكة بالصلاة فقطفكون الصلاة تظهر النفس الخاطئة فهذا ما علمتا إياه العشار الذي طلب من الله الغفران وأخذه ، وعلمنا إياه أيضاً الأبرص الذي شفي عل الفور بمجرد أن إرتمى في أحضان اللهفإن كان الله قد شفى الجسد الفاني في الحال فإنه بالحري قادر بمحبته للإنسان أن يشفي النفس المريضة ويصيرها أفضل لأنه بقدر ما للنفس من قيمة أفضل من الجسد بقدر ما يبدي الله إهتماً أكبر نحوهايستطيع الإنسان أن يتحدث عن أمور كثيرة قديماً وحديثاً لو أراد أن يعدد أولئك الذين أنقذتهم الصلاة وربما أن شخصاً ما المتهاونين الذين لا يقدموت صلواتهم بإهتمام وحرص ويستند إلي كلام الرب: " ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات" مت 7: 21 فلو كنت أقول أن الصلاة وحدها تكفي لخلاصنا لكان من الممكن قبول هذا الإعتراض لكني أقول إن الصلاة هي باب الخيرات أسأس ومنبع الحياة الفاضلة إذن لا يستيطع أحد أن يببر تهاونه بهذا المفهوم الخاطئ فلا العفة وحددها تستطيع أن تخلص بدون باقي الفضائل ولا رعاية الفقراء وحدها لكن يجب أن تجتمع الفضائل كلها معاً داخل النفس وتكون الصلاة هي أساس ومنبع الفضائل كلها. وكما أنه يلزم لتثبيت المنزل أن يكون أساسأً قوياً هكذا فإن الصلاة تشدد حياتنا وتقوينا لهذا فإن القديس بولس يوصي بالصلاة ك حين" واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر" كو4: 2 وفي موضع آخر يقول " صلوا بلا إنقطاع أشكروا في كل شيء لأنه هذه مشئية الله في المسيح يسوع من جهتكم" ( تس 5: 17-18 ) وفي موضع آخر يقول" مصلين بكل صلاة وطلبة كل وق في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة... " أف 6 : 18 هكذا يدعونا عميد الرسل بكلام متنوع إلي الصلاةإذن ووفقاً لهذا التعليم المقدم من الرسول بولس يجب علينا أن نكمل مسيرة حياتنا بالصلاة وبهذه الصلاة المستمرة نسد عطش إنساننا الداخلي لأننا جميعاً متعطشون للإرتواء ليس أقل من إجتياج الأشجار للمياهفكما أن الأشجار لا تستطيع أن تثمر إن لم ترتو من جذورها هكذا نحن لا نستطيع أن نقدم الثمر كثير الثمن الذي للتقوى، إن لم نوتو بالصلاة لهذا يجب أن نستيقظ ونبدأ صلواتنا لله مبكرين مع كل شروق للشمس وأن نصلي لله كل حينفي وقت الشتاء علينا أن نقضي الجزء الأكبر من المساء في الصلوات وأن نحني ركبنا وبرعدة كثيرة نلهج في التضرعهكذا نصير مغبوطين إذ نعبد اللهأخبرني كيف تنظر للشمس إن لم تسجد لذلك الذي يرسل لعينك هذا النور الباهر كيف تتمتع بالمأكولات إن لم تسجد لواهب و معطي كل هذه الخيرات؟ وكيف ستعيش يومك حتى المساء؟وأي أحلام سترى ( أثناء الليل ) إن لم تحصن نفسك بالصلوات. كيف تذهب للنوم بدون قلق؟ فإن الشياطين المتربصة ستزدري بك وتقتنصك بسهولة، هؤلاء الذين يجولون بلا هوادة لترويعنا وإقتناص الضعفاء الذين لا يتسلحون بالصلاة. لكن لو واظبنا على الصلاة فإنهم سيضمحلون كالبخار سريعاً لكم لو إبتعد الإنسان عن حياة الصلاة فإن الشياطين ستدفعه نحو الشرور والمتاعب والنكبات فلنحترس إذن من هذه الشرور والمتاعب والنكبات فلنحترس إذن من هذه الأمور ولنبني أنفسنا بالصلوات والتسابيح وإله الجميع يرحمنا ويجعلنا مستحقين لملكوت السموات بابنه الوحيد الذي به ومعه يليق له المجد والقوة إلي أبد الآبدين... آمين