النساء وأعمالهنّ في أعمال الرسل
توطئة
يحتوي هذا النَّص على دراسة حول موضوع " النِّساء ودورهنَّ في أعمال الرُّسل"، للأب نجيب إبراهيم، ويقسم عمله في هذا البحث إلى مقدِّمة، ثم ذكر للمعطيات الموجودة في السِّفر والتي تتكلَّم عن النِّساء، ويليه بعض الاستنتاجات والملاحظات، وينتهي بالخاتمة؛ وسأحاول في عملي هذا أن أسلِّط الضَّوء على الأفكار الرئيسيَّة من هذه الدِّراسة، مبينًا ما هي طريقة الكاتب لشرح هذا الموضوع
المقدِّمة
إن وضع الدِّراسات حول دور النِّساء في أعمال الرُّسل يتلخَّص بتيَّارين؛ الأوَّل: يتميَّز بالنَّظرة الإيجابيَّة؛ إذ يؤكِّد أن لوقا هو كاتب هذا السِّفر كما ظهر في أعمال الرُّسل مناهضته للمرأة؛ والثَّاني: يؤكِّد أن لكاتب "أعمال الرُّسل"، نظرة سلبيَّة للمرأة خاصَّة من ناحية دورها البطوليّ؛ ويستشهد الكاتب بدراسة ل" ماري روز دانجلو" التي تستنتج أن للوقا هدفين لكتابة سفر الأعمال؛ الأوَّل: وصفه للنِّساء والموجَّه ضدَّ المسيئين للخدمة النبويَّة المسيحيَّة، وضد الَّذين ينظرون إلى المرأة كعلامة للفوضى الاجتماعيَّة، الثَّاني: له هدف تعليميّ على أنَّ المرأة تتصرَّف بتحفُّظ واعتدال؛ لذلك لا وجود لدور قياديّ للنِّساء في هذا السِّفر؛ لكن لابد لهذه الدِّراسة أن تساعدنا على تكوين فكرة إيجابيَّة عن المرأة
أ) المعطيات
نجد في ( أع1: 14) كانوا يواظبون على الصَّلاة... مع النِّسوة، ومريم أم يسوع في انتظار مجيء الرُّوح القدس؛ إذ النِّساء حاضرات، وهنَّ يتابعنَ يسوع في رحلاته، كما في (لوقا18: 1-3)؛ كذلك اسم مريم يرد فقط في إنجيل لوقا(1-2) وهذا دليل على ارتباط بداية الإنجيل بأعمال الرُّسل بالإضافة إلى لقب العذراء "أم يسوع" المرتبط بالكنيسة، إذ ارتبط اسم يسوع بالأعمال مع اسم أمِّهِ
كذلك في عظة بطرس (أع2: 17-21) موهبة الرُّوح القدس هي لكلا الرجال والنِّساء؛ وفي (أع5
يصوِّر الوجه المظلم للجماعة المسيحيَّة، أي كذب وعقاب هما حننيا وسفيرة؛ وفي (أع5: 14) الجماعات من النِّساء والرِّجال تتزايد؛ و(أع16: 1) ذكر لأرامل الهلِّينيين؛ وفي (أع9: 3) شاول يجرّ النِّساء والرِّجال؛ ثم (أع8: 12) إعتماد الرِّجال والنِّساء، ويتخللها إحياء طابيثا (أع9: 36-43) كذلك (أع12) مريم أم يوحنَّا الملقَّب مرقس، وآ13 الجارية روضة؛ (أع13: 49-50) اليهود أثاروا أكرام النِّساء والعابدات؛ (أع16: 1) أم طيموثاوس؛ (أع16: 14-15) ليديا وكيف أن بيتها هو نواة الكنيسة في فيليبِّي، ولا ننسى أن السَّبب المباشر لسجن بولس في فيلبِّي كان إخراج الرُّوح العرَّاف من الجارية، أمَّا السَّبب الحقيقيّ فكان ضياع أمل سادتها من الكسب بواسطتها؛ وهنالك الكثير من الأمثلة ( أع17: 4)و (أع17: 12) و(أع17: 34) وما إليها من شواهد لوجود النِّساء بهذا السِّفر
ب) بعض الاستنتاجات والملاحظات
المرأة عضو كامل في الجماعة المسيحيَّة، والنِّسوة حاضرات في العُلِيَّة مع أم يسوع والرُّسل؛ فنجد باللغة اليونانيَّة كلمة "نسوة" دون ال التعريف ربما لتدلَّ على أن النِّسوة حاضرات في بداية الكنيسة لكنَّهنَّ لسنَ من الاثني عشر؛ لكنَّ رسالتهنَّ متَّحدة بشخص العذراء
لدى لوقا بنية إنشائيَّة في الثنائيَّة في الحضور"رجالاً و نساءً
المرأة فاعل ناشط في حقل المشاركة والخدمة والمحبَّة الأخويَّة (أع9: 36-42)، (أع10: 4) و(أع2: 42) و(أع12: 11-17
المشاركة بآلام الكنيسة: النِّساء يتلقين الاضطهاد مع الرِّجال
كذلك بنات الشَّمَّاس فيلبُّس الأربع هنَّ عذارى ونبيَّات (أع21: 8-9) فالمرأة تقبل موهبة النُّبوَّة كالرَّجل، وهناك تأكيد بأنهنَّ اختَرْنَ البتوليَّة بملء حريتهنَّ وهذه تُشرك بنات فيلبُّس في رسالة مريم أم يسوع البتول
الخاتمة
كتاب أعمال الرُّسل يكمل من جهة تعليم وطريقة يسوع في التَّعامل مع المرأة، فهي التلميذة كما التلميذ (أع9: 36) وإيمانها يدفعها للاشتراك بشكل كامل في حياة الكنيسة، ولا يمكن أن نعتبر لوقا بأنَّهُ صاحب نظرة سلبيَّة للمرأة، إذ يذكر أيضًا إيمان كرائم النِّساء، لأنَّ الإيمان هو أعظم اعتراف بدور المرأة، خاصَّة إيمان ليديا
رأي خاص مع ذكر ما وجدته جديداً من خلال هذه الدِّراسة
لقد استخدم الكاتب أسلوب سرد للمعطيات ثم أعطى استنتاجًا مع ملاحظات لدعم فكرته بعد أن أثار إشكاليَّة حول دور النِّساء في سفر أعمال الرُّسل؛ فلا يجدر بنا أن ننكر دور المرأة أبدًا وعملها المفصليّ ودورها في البشارة، فقد عانت الأَمَرَّين وكابدت الآلام كالرِّجال ليوصلا معًا بُشرى الخلاص للعالم؛ فإذا عدنا إلى سفر التَّكوين وروايتَي الخلق نجد أن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثى معًا، وفي الثَّانية الرَّجل خُلِقَ أوَّلاً والمرأة آخرًا وبذلك يكونا قد أحاطا الخليقة كلّها، لأن دورهما يكمِّل بعضها بعضًا؛ ولا ننسى أنَّه لكلا الجنسين دور هام للخلاص والبشارة؛ خصوصًا العذراء مريم، مستودع أسرار حكمة المسيح وخزانة الحكمة التي حفظت الكلمة في قلبها؛ كذلك يمكننا أن نقنع ونغيَّر النَّظرة المتطرِّفة حول دور النِّساء في البشارة، وحول من يلغي حقوقها ودورها الهام جدًا في البشارة وعدم رذلها
المرجع
إبراهيم نجيب (الأب)، "النِّساء ودورهنَّ في أعمال الرُّسل"، أعمال الرُّسل عنصرة كل العصور، تنسيق: الفغالي بولس (الأب)، جونية: منشورات الرَّابطة الكتابيَّة، ج10، ص161-169
يحتوي هذا النَّص على دراسة حول موضوع " النِّساء ودورهنَّ في أعمال الرُّسل"، للأب نجيب إبراهيم، ويقسم عمله في هذا البحث إلى مقدِّمة، ثم ذكر للمعطيات الموجودة في السِّفر والتي تتكلَّم عن النِّساء، ويليه بعض الاستنتاجات والملاحظات، وينتهي بالخاتمة؛ وسأحاول في عملي هذا أن أسلِّط الضَّوء على الأفكار الرئيسيَّة من هذه الدِّراسة، مبينًا ما هي طريقة الكاتب لشرح هذا الموضوع
المقدِّمة
إن وضع الدِّراسات حول دور النِّساء في أعمال الرُّسل يتلخَّص بتيَّارين؛ الأوَّل: يتميَّز بالنَّظرة الإيجابيَّة؛ إذ يؤكِّد أن لوقا هو كاتب هذا السِّفر كما ظهر في أعمال الرُّسل مناهضته للمرأة؛ والثَّاني: يؤكِّد أن لكاتب "أعمال الرُّسل"، نظرة سلبيَّة للمرأة خاصَّة من ناحية دورها البطوليّ؛ ويستشهد الكاتب بدراسة ل" ماري روز دانجلو" التي تستنتج أن للوقا هدفين لكتابة سفر الأعمال؛ الأوَّل: وصفه للنِّساء والموجَّه ضدَّ المسيئين للخدمة النبويَّة المسيحيَّة، وضد الَّذين ينظرون إلى المرأة كعلامة للفوضى الاجتماعيَّة، الثَّاني: له هدف تعليميّ على أنَّ المرأة تتصرَّف بتحفُّظ واعتدال؛ لذلك لا وجود لدور قياديّ للنِّساء في هذا السِّفر؛ لكن لابد لهذه الدِّراسة أن تساعدنا على تكوين فكرة إيجابيَّة عن المرأة
أ) المعطيات
نجد في ( أع1: 14) كانوا يواظبون على الصَّلاة... مع النِّسوة، ومريم أم يسوع في انتظار مجيء الرُّوح القدس؛ إذ النِّساء حاضرات، وهنَّ يتابعنَ يسوع في رحلاته، كما في (لوقا18: 1-3)؛ كذلك اسم مريم يرد فقط في إنجيل لوقا(1-2) وهذا دليل على ارتباط بداية الإنجيل بأعمال الرُّسل بالإضافة إلى لقب العذراء "أم يسوع" المرتبط بالكنيسة، إذ ارتبط اسم يسوع بالأعمال مع اسم أمِّهِ
كذلك في عظة بطرس (أع2: 17-21) موهبة الرُّوح القدس هي لكلا الرجال والنِّساء؛ وفي (أع5
يصوِّر الوجه المظلم للجماعة المسيحيَّة، أي كذب وعقاب هما حننيا وسفيرة؛ وفي (أع5: 14) الجماعات من النِّساء والرِّجال تتزايد؛ و(أع16: 1) ذكر لأرامل الهلِّينيين؛ وفي (أع9: 3) شاول يجرّ النِّساء والرِّجال؛ ثم (أع8: 12) إعتماد الرِّجال والنِّساء، ويتخللها إحياء طابيثا (أع9: 36-43) كذلك (أع12) مريم أم يوحنَّا الملقَّب مرقس، وآ13 الجارية روضة؛ (أع13: 49-50) اليهود أثاروا أكرام النِّساء والعابدات؛ (أع16: 1) أم طيموثاوس؛ (أع16: 14-15) ليديا وكيف أن بيتها هو نواة الكنيسة في فيليبِّي، ولا ننسى أن السَّبب المباشر لسجن بولس في فيلبِّي كان إخراج الرُّوح العرَّاف من الجارية، أمَّا السَّبب الحقيقيّ فكان ضياع أمل سادتها من الكسب بواسطتها؛ وهنالك الكثير من الأمثلة ( أع17: 4)و (أع17: 12) و(أع17: 34) وما إليها من شواهد لوجود النِّساء بهذا السِّفر
ب) بعض الاستنتاجات والملاحظات
المرأة عضو كامل في الجماعة المسيحيَّة، والنِّسوة حاضرات في العُلِيَّة مع أم يسوع والرُّسل؛ فنجد باللغة اليونانيَّة كلمة "نسوة" دون ال التعريف ربما لتدلَّ على أن النِّسوة حاضرات في بداية الكنيسة لكنَّهنَّ لسنَ من الاثني عشر؛ لكنَّ رسالتهنَّ متَّحدة بشخص العذراء
لدى لوقا بنية إنشائيَّة في الثنائيَّة في الحضور"رجالاً و نساءً
المرأة فاعل ناشط في حقل المشاركة والخدمة والمحبَّة الأخويَّة (أع9: 36-42)، (أع10: 4) و(أع2: 42) و(أع12: 11-17
المشاركة بآلام الكنيسة: النِّساء يتلقين الاضطهاد مع الرِّجال
كذلك بنات الشَّمَّاس فيلبُّس الأربع هنَّ عذارى ونبيَّات (أع21: 8-9) فالمرأة تقبل موهبة النُّبوَّة كالرَّجل، وهناك تأكيد بأنهنَّ اختَرْنَ البتوليَّة بملء حريتهنَّ وهذه تُشرك بنات فيلبُّس في رسالة مريم أم يسوع البتول
الخاتمة
كتاب أعمال الرُّسل يكمل من جهة تعليم وطريقة يسوع في التَّعامل مع المرأة، فهي التلميذة كما التلميذ (أع9: 36) وإيمانها يدفعها للاشتراك بشكل كامل في حياة الكنيسة، ولا يمكن أن نعتبر لوقا بأنَّهُ صاحب نظرة سلبيَّة للمرأة، إذ يذكر أيضًا إيمان كرائم النِّساء، لأنَّ الإيمان هو أعظم اعتراف بدور المرأة، خاصَّة إيمان ليديا
رأي خاص مع ذكر ما وجدته جديداً من خلال هذه الدِّراسة
لقد استخدم الكاتب أسلوب سرد للمعطيات ثم أعطى استنتاجًا مع ملاحظات لدعم فكرته بعد أن أثار إشكاليَّة حول دور النِّساء في سفر أعمال الرُّسل؛ فلا يجدر بنا أن ننكر دور المرأة أبدًا وعملها المفصليّ ودورها في البشارة، فقد عانت الأَمَرَّين وكابدت الآلام كالرِّجال ليوصلا معًا بُشرى الخلاص للعالم؛ فإذا عدنا إلى سفر التَّكوين وروايتَي الخلق نجد أن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثى معًا، وفي الثَّانية الرَّجل خُلِقَ أوَّلاً والمرأة آخرًا وبذلك يكونا قد أحاطا الخليقة كلّها، لأن دورهما يكمِّل بعضها بعضًا؛ ولا ننسى أنَّه لكلا الجنسين دور هام للخلاص والبشارة؛ خصوصًا العذراء مريم، مستودع أسرار حكمة المسيح وخزانة الحكمة التي حفظت الكلمة في قلبها؛ كذلك يمكننا أن نقنع ونغيَّر النَّظرة المتطرِّفة حول دور النِّساء في البشارة، وحول من يلغي حقوقها ودورها الهام جدًا في البشارة وعدم رذلها
المرجع
إبراهيم نجيب (الأب)، "النِّساء ودورهنَّ في أعمال الرُّسل"، أعمال الرُّسل عنصرة كل العصور، تنسيق: الفغالي بولس (الأب)، جونية: منشورات الرَّابطة الكتابيَّة، ج10، ص161-169