"أرسلهم أمامه إلى كل مدينة وموضع كان مزمعاً أن يذهب إليه"
1. ما زالَ الربُّ يسوع يُرسلُ المسيحيين كلَّهم بحكمِ المعموديةِ والميرون، وأيضاً بعضَهم بحكم الدرجة المقدسة، وبعضَهم بحكم النذور الرهبانية، ونحن من هؤلاء جميعاً. يرسلنا لغاية مثلّثة: إعلانُ سرِّ المسيح لجميع الناس، تحقيقُ اللقاءِ الشخصيِّ به أفراداً وجماعة، إحلالُ سلامِه في كل مدينة وموضع. في ضوء انجيل اليوم إننا، نحن المسيحيين، في لبنان وبلدان الشرق الاوسط، في حالة إرسال، ووجودُنا رسالة. رسالتُنا ترقى إلى عهدِ المسيح والرسل، إلى ألفي سنة. وهي رسالةٌ طبعتْ قيَمُها الروحية والانسانية والاجتماعية ثقافاتِ المنطقة. واليوم في خضمِّ الصعوبات والمحن يجدِّدُ المسيحُ الربُّ هذا الإرسال، ويقول لنا، كما قال للإثنين والسبعين: ها أنا أرسلكم
2. يسعدنا أن نلتقيَكم هنا في الكرسي البطريركي في الديمان، وأن نحتفلَ معاً بالذبيحة الالهية، رافعين الصلاة إلى الله من أجل النيابة البطريركية في منطقة الجبّة التي نحن فيها، من أجل رعاتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها وشعبها المؤمن، من اجل ازدهارها ونموّها، ومن أجل إحياء الايمان في ابنائها وبناتها، راجين للجميع صيفاً مباركاً ومريحاً. ونرحِّب بكل أبنائها المنتشرين الذين يعودون إليها في هذه الايام. نصلّي من اجل المرضى والمسنين، طالبين لهم الشفاء وتقديس نفوسهم بآلامهم وأوجاعهم. ونذكر أيضاً جميع موتاهم الذين سبقونا إلى بيت الآب، ملتمسين لهم الراحة الابدية في السماء، وللحزانى على فقدهم الصبرَ والعزاء
3. نحن على مشارف الوادي المقدس، وادي قنوبين حيث، في قلب الصخر، يربض دير سيدة الانتقال، الكرسي البطريركي الماروني الذي عاش فيه بطاركتُنا القديسون والأساقفة من سنة 1440 (ألفٍ وأربعمائة وأربعين) مع البطريرك يوحنا الجاجي حتى 1823 (ألفٍ وثمانمائة وثلاثٍ وعشرين)، سنةِ وفاة البطريرك يوحنا الحلو، على مدى 379 سنة (ثلاثمائة وتسعٍ وسبعين سنة)، فكانوا أربعة وعشرين من بينهم البطريرك الكبير، أبو التاريخ اللبناني، صانعُ النهضة والاصلاح في الكنيسة المارونية، المكرَّمُ البطريرك اسطفان الدويهي، الذي نرجو ونصلّي لكي يُرفع على مذابح الكنيسة، وقد بلغت دعوى تطويبه مرحلتَها النهائية . في هذا الوادي المقدس عشعش النسّاكُ كالنسورِ بين صخوره، وقام حوالي أربعين ديراً وصومعة، تظلُّ بآثارها مع الدير الام القائم، دير سيدة قنوبين المعروف بدير المائتي راهب، الشاهد الحي لحضورهم الذي يملأ الوادي أريجَ القداسة وبخورَ العبادة ولهيبَ نارِ الايمان والرجاء
نحن هنا لنقول أن عطر لبنان يفوح من قنوبين، من الديمان، من بكركي، حيث يواصل البطاركة مسيرةَ السبعة والسبعين بطريركاً
4. في دير سيدة قنوبين عُقدتْ ستةُ مجامع مارونية، أجرتِ الإصلاحَ في الكنيسة المارونية. الخمسةُ الاولى سبقتْ المجمع اللبناني (1736)، وكان سادسَها المجمعُ الماروني الاول بعد المجمع اللبناني (1755)، وجاء تطبيقاً لتعليم هذا الأخير وتوصياته. عاش البطاركة في هذا الدير بالصلاةِ والتوبة والعذاب والغفران والمسامحة. أحبّوا المسيح والكنيسة، وحافظوا على الوديعتَين: وديعةِ الايمان الكاثوليكي، ووديعةِ استقلالية جبل لبنان، فقيل فيهم "قلوبُهم من ذهب وعصيُّهم من خشب"، لأنَّ مغريات الأرض لم تكن توازي عندهم حبّةً واحدة من عبادة الله. لأجل اسم يسوع جابهوا القتل والظلم والتنكيل والترهيب والتهجير من مكان إلى آخر حتى قيل فيهم: "عروشهم على ظهورهم". في كل ذلك وضعوا ذواتهم تحت حماية السيدة العذراء، رفيقةِ دربهم وشفيعة كرسيِّهم من ايليج الى قنوبين إلى الديمان فبكركي
5. إنَّ وجود البطريرك والاساقفة في كرسيّ الديمان، صيفاً، لا ينحصر بالاستجمام المناخي، بل يهدف إلى العيش في جوّ روحانية قنوبين، التي تطبع حياة البطريركية والكنيسة المارونية والموارنة ورسالتهم. إنها روحانيةُ "التجسُّد" والتجذُّر في الأرض من أجل القيام بالرسالة؛ روحانيةُالتنسّك والإماتة والتجرُّد التي تضع العبادةَ لله فوق كل شيء، والعودةَ الدائمة إليه بالغفران والمصالحة كغاية دائمة؛ روحانيةُ حرية أبناء الله التي ترفض الاستعباد والتبعيّة والتفلّت من القواعد الثابتة، الايمانية والاخلاقية؛ روحانيةُ العبور الفصحي الى الحقيقة والخير والجمال، بترقّب مجيء الفادي الإلهي في نُهية الزمن؛ روحانيةُ نشر انجيل الخلاص والشهادة الحياتية له حتى شهادة الدم؛ روحانيةُ تكريم السيّدة العذراء مريم وتسليمِ الذات الشخصية والجماعية لحمايتها، والاقتداءِ بمثلها في قبول كلمة الله المعبّرة عن إرادته وتصميمه الخلاصي، والعيشِ بمقتضياتها، وإدراجِها في ثقافة الحياة
6. وجودنا هنا قرب قنوبين، عودةٌ إلى جذور ثقافتنا المارونية وتراثها الروحي، الكنسي والوطني، الذي أبرزه البطريرك المكرَّم اسطفان الدويهي في ما ترك لنا من كتابات ومؤلفات، ومثّله في حياته ومسلكه وتعاطيه الشؤون الكنسية والوطنية. والدويهي هو أبو التاريخ اللبناني وتاريخِ الكنيسة المارونية، ورائدُ الاصلاح الليتورجي والنهضة الفكرية
يذكّر إسمُ "قنوبين" بالحياة المشتركة والعيش معاً، الذي ينسحب من الكرسي البطريركي، حيث يعيش البطريرك مع جماعته كفي دير كبير، إلى المجتمع الأوسع فإلى الوطن. إنَّ فضل الموارنة في إنشاء الكيان اللبناني وميثاقه الوطني مع شركائهم في الوطن، على اساس العيش المشترك المسيحي - الاسلامي، يعود إلى ثقافتهم المتكوِّنة في قنوبين. ولذلك نحن نحرص كل الحرص على هذا العيش معاً، الذي يُرشِّح لبنان ليكونَ مقرَّاً دُوليّاً لحوار الثقافات والأديان. هذا العيش معاً المسيحي - الاسلامي الذي يميِّز لبنان، ممهور بميثاق 1943 الوطني ومكرَّس بالدستور المعدّل سنة 1990. لكنه يقوم على الثقة المتبادلة بين الجماعات التي تؤلِّف الكيانَ اللبناني ونسيجَه الاجتماعي. إن لبنان يمرّ اليوم بحالة اللاثقة بسبب عدم الولاء له من بعض الفئات السياسية، وبسبب إدخاله في محاور وأحلاف إقليمية ودُوليّة، لم تكن يوماً لصالحه، وبسبب التسابق لدى بعض مكوّناته إلى الهيمنة والاستئثار بقراره السياسي ومالِه العام وإدارة مؤسساته. ولهذه الاسباب انتشر السلاح والمربعات الامنية، خارج سلاح الدولة الشرعيّ وحده، واهتزَّ الامنُ والسلم الأهلي، وكثرت الاعتداءات ومحاولات الاغتيال. نحن نصلّي من أجل أن يلهم اللهُ المسؤولين، ويعضدَهم في وضع حدّ لكل هذه الحالات الشاذّة، ويعودَ اللبنانيون إلى فرح العيش معاً، وإلى مسؤولية عيشه نموذجاً في محيطنا المشرقي. وإننا نناشد الحكومة اللبنانية أن تبذل كل جهدها لحماية اللبنانيين على الحدود مع سوريا، في وادي خالد وعكار، بواسطة الجيش وقواها الشرعية، وحماية الحدود من أي ممر او مقرّ للسلاح غير الشرعي. نأسف لسقوط الضحايا البريئة ونتضامن في الأسى والصلاة مع الأهالي المنكوبين هناك
7. بالعودة إلى إنجيل اليوم، نحن المسيحيين نواصل خط التلاميذ الاثنين والسبعين الذين أرسلهم الربُّ يسوع، "كما أرسله الآب"(متى 28: 19؛ يو 20: 21). يرسلنا مثلهم إلى عالمنا المشرقي، حيث الحصاد كثير على كل المستويات الروحية والثقافية والاجتماعية والوطنية.مرسلون كلُّنا بحكم المعمودية والميرون، كمسيحيين متواجدين في معترك الحياة، لنشهد لقيم الانجيل ولنطبع بها الشؤون والواقعات الزمنية: الثقافة والاقتصاد والاجتماع والسياسة. بعضٌ منّا مرسلٌ بحكم الدرجة المقدسة، الشمّاسيّة والكهنوت والاسقفية، لمواصلة عمل المسيح الخلاصي بالتعليم لإحياء الايمان، وبالتقديس لشفاء النفوس من الخطيئة والشرّ، وبالتدبير لخدمة المحبة وتوطيد العدالة وإعلان الحقيقة وتعزيز الحريّة وبناء الأخوّة والسلام. وبعضٌ مرسل بحكم التكريس الرهباني والنذور لعيش محبّة المسيح الكاملة والشاملة تجاه جميع الناس، وتجسيدها بالأعمال والمبادرات، وللشهادة أمام العالم لقيَم الملكوت المنافية لشهوات العالم الثلاث: شهوة العين وشهوة الجسد، وكبرياء الحياة( 1 يو2: 16
باسم هذه الرسالة يحافظ المسيحيون على وجودهم وعلى أرضهم في لبنان وبلدان الشرق الاوسط، بالرغم من كل المحن والصعوبات، لكي يساهموا في ولادته الجديدة من مخاض الآلام. وعندها يتمكّنون من رفع نشيد التعظيم لله الذي يجري العظائم. للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس كل مجد وإكرام الآن وإلى الأبد، آمين
2. يسعدنا أن نلتقيَكم هنا في الكرسي البطريركي في الديمان، وأن نحتفلَ معاً بالذبيحة الالهية، رافعين الصلاة إلى الله من أجل النيابة البطريركية في منطقة الجبّة التي نحن فيها، من أجل رعاتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها وشعبها المؤمن، من اجل ازدهارها ونموّها، ومن أجل إحياء الايمان في ابنائها وبناتها، راجين للجميع صيفاً مباركاً ومريحاً. ونرحِّب بكل أبنائها المنتشرين الذين يعودون إليها في هذه الايام. نصلّي من اجل المرضى والمسنين، طالبين لهم الشفاء وتقديس نفوسهم بآلامهم وأوجاعهم. ونذكر أيضاً جميع موتاهم الذين سبقونا إلى بيت الآب، ملتمسين لهم الراحة الابدية في السماء، وللحزانى على فقدهم الصبرَ والعزاء
3. نحن على مشارف الوادي المقدس، وادي قنوبين حيث، في قلب الصخر، يربض دير سيدة الانتقال، الكرسي البطريركي الماروني الذي عاش فيه بطاركتُنا القديسون والأساقفة من سنة 1440 (ألفٍ وأربعمائة وأربعين) مع البطريرك يوحنا الجاجي حتى 1823 (ألفٍ وثمانمائة وثلاثٍ وعشرين)، سنةِ وفاة البطريرك يوحنا الحلو، على مدى 379 سنة (ثلاثمائة وتسعٍ وسبعين سنة)، فكانوا أربعة وعشرين من بينهم البطريرك الكبير، أبو التاريخ اللبناني، صانعُ النهضة والاصلاح في الكنيسة المارونية، المكرَّمُ البطريرك اسطفان الدويهي، الذي نرجو ونصلّي لكي يُرفع على مذابح الكنيسة، وقد بلغت دعوى تطويبه مرحلتَها النهائية . في هذا الوادي المقدس عشعش النسّاكُ كالنسورِ بين صخوره، وقام حوالي أربعين ديراً وصومعة، تظلُّ بآثارها مع الدير الام القائم، دير سيدة قنوبين المعروف بدير المائتي راهب، الشاهد الحي لحضورهم الذي يملأ الوادي أريجَ القداسة وبخورَ العبادة ولهيبَ نارِ الايمان والرجاء
نحن هنا لنقول أن عطر لبنان يفوح من قنوبين، من الديمان، من بكركي، حيث يواصل البطاركة مسيرةَ السبعة والسبعين بطريركاً
4. في دير سيدة قنوبين عُقدتْ ستةُ مجامع مارونية، أجرتِ الإصلاحَ في الكنيسة المارونية. الخمسةُ الاولى سبقتْ المجمع اللبناني (1736)، وكان سادسَها المجمعُ الماروني الاول بعد المجمع اللبناني (1755)، وجاء تطبيقاً لتعليم هذا الأخير وتوصياته. عاش البطاركة في هذا الدير بالصلاةِ والتوبة والعذاب والغفران والمسامحة. أحبّوا المسيح والكنيسة، وحافظوا على الوديعتَين: وديعةِ الايمان الكاثوليكي، ووديعةِ استقلالية جبل لبنان، فقيل فيهم "قلوبُهم من ذهب وعصيُّهم من خشب"، لأنَّ مغريات الأرض لم تكن توازي عندهم حبّةً واحدة من عبادة الله. لأجل اسم يسوع جابهوا القتل والظلم والتنكيل والترهيب والتهجير من مكان إلى آخر حتى قيل فيهم: "عروشهم على ظهورهم". في كل ذلك وضعوا ذواتهم تحت حماية السيدة العذراء، رفيقةِ دربهم وشفيعة كرسيِّهم من ايليج الى قنوبين إلى الديمان فبكركي
5. إنَّ وجود البطريرك والاساقفة في كرسيّ الديمان، صيفاً، لا ينحصر بالاستجمام المناخي، بل يهدف إلى العيش في جوّ روحانية قنوبين، التي تطبع حياة البطريركية والكنيسة المارونية والموارنة ورسالتهم. إنها روحانيةُ "التجسُّد" والتجذُّر في الأرض من أجل القيام بالرسالة؛ روحانيةُالتنسّك والإماتة والتجرُّد التي تضع العبادةَ لله فوق كل شيء، والعودةَ الدائمة إليه بالغفران والمصالحة كغاية دائمة؛ روحانيةُ حرية أبناء الله التي ترفض الاستعباد والتبعيّة والتفلّت من القواعد الثابتة، الايمانية والاخلاقية؛ روحانيةُ العبور الفصحي الى الحقيقة والخير والجمال، بترقّب مجيء الفادي الإلهي في نُهية الزمن؛ روحانيةُ نشر انجيل الخلاص والشهادة الحياتية له حتى شهادة الدم؛ روحانيةُ تكريم السيّدة العذراء مريم وتسليمِ الذات الشخصية والجماعية لحمايتها، والاقتداءِ بمثلها في قبول كلمة الله المعبّرة عن إرادته وتصميمه الخلاصي، والعيشِ بمقتضياتها، وإدراجِها في ثقافة الحياة
6. وجودنا هنا قرب قنوبين، عودةٌ إلى جذور ثقافتنا المارونية وتراثها الروحي، الكنسي والوطني، الذي أبرزه البطريرك المكرَّم اسطفان الدويهي في ما ترك لنا من كتابات ومؤلفات، ومثّله في حياته ومسلكه وتعاطيه الشؤون الكنسية والوطنية. والدويهي هو أبو التاريخ اللبناني وتاريخِ الكنيسة المارونية، ورائدُ الاصلاح الليتورجي والنهضة الفكرية
يذكّر إسمُ "قنوبين" بالحياة المشتركة والعيش معاً، الذي ينسحب من الكرسي البطريركي، حيث يعيش البطريرك مع جماعته كفي دير كبير، إلى المجتمع الأوسع فإلى الوطن. إنَّ فضل الموارنة في إنشاء الكيان اللبناني وميثاقه الوطني مع شركائهم في الوطن، على اساس العيش المشترك المسيحي - الاسلامي، يعود إلى ثقافتهم المتكوِّنة في قنوبين. ولذلك نحن نحرص كل الحرص على هذا العيش معاً، الذي يُرشِّح لبنان ليكونَ مقرَّاً دُوليّاً لحوار الثقافات والأديان. هذا العيش معاً المسيحي - الاسلامي الذي يميِّز لبنان، ممهور بميثاق 1943 الوطني ومكرَّس بالدستور المعدّل سنة 1990. لكنه يقوم على الثقة المتبادلة بين الجماعات التي تؤلِّف الكيانَ اللبناني ونسيجَه الاجتماعي. إن لبنان يمرّ اليوم بحالة اللاثقة بسبب عدم الولاء له من بعض الفئات السياسية، وبسبب إدخاله في محاور وأحلاف إقليمية ودُوليّة، لم تكن يوماً لصالحه، وبسبب التسابق لدى بعض مكوّناته إلى الهيمنة والاستئثار بقراره السياسي ومالِه العام وإدارة مؤسساته. ولهذه الاسباب انتشر السلاح والمربعات الامنية، خارج سلاح الدولة الشرعيّ وحده، واهتزَّ الامنُ والسلم الأهلي، وكثرت الاعتداءات ومحاولات الاغتيال. نحن نصلّي من أجل أن يلهم اللهُ المسؤولين، ويعضدَهم في وضع حدّ لكل هذه الحالات الشاذّة، ويعودَ اللبنانيون إلى فرح العيش معاً، وإلى مسؤولية عيشه نموذجاً في محيطنا المشرقي. وإننا نناشد الحكومة اللبنانية أن تبذل كل جهدها لحماية اللبنانيين على الحدود مع سوريا، في وادي خالد وعكار، بواسطة الجيش وقواها الشرعية، وحماية الحدود من أي ممر او مقرّ للسلاح غير الشرعي. نأسف لسقوط الضحايا البريئة ونتضامن في الأسى والصلاة مع الأهالي المنكوبين هناك
7. بالعودة إلى إنجيل اليوم، نحن المسيحيين نواصل خط التلاميذ الاثنين والسبعين الذين أرسلهم الربُّ يسوع، "كما أرسله الآب"(متى 28: 19؛ يو 20: 21). يرسلنا مثلهم إلى عالمنا المشرقي، حيث الحصاد كثير على كل المستويات الروحية والثقافية والاجتماعية والوطنية.مرسلون كلُّنا بحكم المعمودية والميرون، كمسيحيين متواجدين في معترك الحياة، لنشهد لقيم الانجيل ولنطبع بها الشؤون والواقعات الزمنية: الثقافة والاقتصاد والاجتماع والسياسة. بعضٌ منّا مرسلٌ بحكم الدرجة المقدسة، الشمّاسيّة والكهنوت والاسقفية، لمواصلة عمل المسيح الخلاصي بالتعليم لإحياء الايمان، وبالتقديس لشفاء النفوس من الخطيئة والشرّ، وبالتدبير لخدمة المحبة وتوطيد العدالة وإعلان الحقيقة وتعزيز الحريّة وبناء الأخوّة والسلام. وبعضٌ مرسل بحكم التكريس الرهباني والنذور لعيش محبّة المسيح الكاملة والشاملة تجاه جميع الناس، وتجسيدها بالأعمال والمبادرات، وللشهادة أمام العالم لقيَم الملكوت المنافية لشهوات العالم الثلاث: شهوة العين وشهوة الجسد، وكبرياء الحياة( 1 يو2: 16
باسم هذه الرسالة يحافظ المسيحيون على وجودهم وعلى أرضهم في لبنان وبلدان الشرق الاوسط، بالرغم من كل المحن والصعوبات، لكي يساهموا في ولادته الجديدة من مخاض الآلام. وعندها يتمكّنون من رفع نشيد التعظيم لله الذي يجري العظائم. للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس كل مجد وإكرام الآن وإلى الأبد، آمين