الأرض الجديدة
هل المهنة غايتها الإرتزاق؟ انها وسيلة اليه اذ لا بد ان نعيش. ولكن الرزق يأتي من اية مهنة. اذًا هناك موضوع اختيارها وقد يكون الانسان في حيرة من ذلك. فكل المهن تدر. هناك اذًا ذوق لهذه الحرفة او تلك. هناك عنصر غير عنصر المال. هناك العمل في مضمار يلازم دواخلنا اي هناك حماسة كيان وشعور بضرورة الانتاج بأدوات معينة وأذواق مختلفة. الى المال طريقة الخلق وإحقاق الذات واقتناع الانسان ان شيئا ما يدعوه الى سلوك طريقه التي هي بعض من نفسه. المهنة امتداد للذات كما اللغة التي نستعمل او اللباس الذي ترتديه
لذلك كانت الحاجة الابداع او ما نحسبه كذلك. بمعنى انه قد يأتي ضعيفا ولكنه مساهمتنا من حيث ان ثمة دفعا داخليا يجعلك تحس انه موجود في العمل الذي تقدمه، انك تطل بما تنتج وتأخذ مما تنتج شيئا من وجود
لفتني منذ سنوات ان الطعام الذي تقدمه امرأة افضل نهائيا من ذاك الذي تنتجه اخرى مع ان المواد الموضوعة هي اياها. ما هو هذا الفارق بينهما
هناك خلق ما، ابتداع ما، شخصية مودعة في الطعام او اعداده. هكذا الأمتعة في البيت. كيف أتت هذه بمهارة وتلك بما دُرس. المجتمع الاقتصاي فيه كثير من المبدعين الا في تلك الصناعات الضخمة حيث لا مكانة كبرى للذاتية في الانتاج
في الابداع تمجيد لله الخالق، نوع من الامتداد لخالقيته او من مشاركته كما يمكن ان يعبر عن نفسه اللاهوت المسيحي. هناك جماعية بيننا وبين الله ترفع المواد التي ننتجها الى مستوى أعلى من كون ناسوتنا مسها. ان لم يكن الأمر كذلك بكون هناك عزل بين الناسوت واللاهوت وتكون الأرض ليست السماء غايتها او كأن ثمة مبتدأ مقطوع عن الخبر او ألفا لا تنتظر ياءها او كأن هناك خلقا وجد ليرى
لذلك كان في النهاية الاقتصاد لاهوتا. ان لم يكن كذلك لا يكون الله مرجع كل شيء. هل رُمي الانسان في الأرض لينتج ام ليسبح اي ليسبح فيما هو ينتج
الى هذا غالبا ما تكون عاملا مع الآخرين. هذا ليس فقط في الصناعات الكبرى ولكن في معمل للنجارة بسيط. واذا كان احساس بالجماعية يتصور مجتمع روحي وليس فقط مجتمعا سياسيا جافا يقوم على التراكم لا على التعاون. المجتمع الروحي بمعنى سري كيان واحد او كائن واحد، عضوي، يعقل واحدا على تعدديته. هذه ليست التشرذم. التشرذم خطيئة وهو ضد المشاركة والتدخل الصميمي بين الكائنات
#مما ينقذ هذه الانسانية ان المال لا يدخل كل الميادين ولا تتلطخ تاليا. طوبى لذلك الانسان الذي لا يحسب للمال حسابا او لا يقتني منه الا القليل. عند ذاك، هو حر ولا يضطر الى الكذب. عندما سأل سقراط حاكموه من يثبت لنا انك تقول الحقيقة. قال: انا فقير. مات كبير في الرسامين وهو فان غوغ معوزا. هذا لم يمنع جمال أعماله. الكبار، الكبار في كل مجالات الفن كثيرا ما يجاورون العدم الاقتصادي. المبدع اذًا حر
القديسون كلهم كانوا فقراء ويسعون الى الاقامة في الفقر ليقتنوا الثروة الوحيدة التي هي الله، هذا الذي يستغنوا به عن كل شيء. هؤلاء وحدهم ما كان لهم هم ما يأكلون وما يشربون وما يأويهم او يكسيهم. اللاشيء كان عندهم شرطا لاقتناء الروح القدس حسب عبارة القديس سيرافيم ساروف. هذا الفقر كان ضمانة وصولهم
هذا التجرد شرط لحراثة الأرض التي أمرنا الله بها عند التكوين. جعلها ملكا بشرط الشغل وهكذا يكون الانسان على صورة ربه. «انا أعمل حتى الآن وأبي يعمل» ( يوحنا 5: 17)
غاية العمل الانسان وليس الانتاج من اجل نفسه. غاية العمل نمو الانسان في الفضيلة. ليس بنايات فكر او حجر. هذه ترافق التطور الانساني الذي يحتاج الى تعقيدات كثيرة ليكون. تبدو الأمور وكأننا نسعى الي حضارة اي الى طبقات فكرية ومادية قائمة من اجل جمالها والحقيقة ان المبتغى من كل بنائنا للحضارات فرح الانسان بالملائكية التي له ان يصل اليها وان يقوم بهذا الحضارات صورة عن الحياة الإلهية التي ترعانا من فوق
العمل كان في الفردوس قبل سقوط آدم والدنيا الحالية فردوس مستعاد او كذا يرجى ان تكون. غير ان هذا لا يتحقق الا اذا سعى كل منا الى ما يكمل وجوده بما ينزل عليه من فوق فتتحد السماويات التي في قلوبنا بالتراب الذي يؤلفنا وفي نهاية النهايات لا يبقى فينا غير الضياء الإلهي
اذا استثنينا الذين يتبعون منهجا نسكيا خاصا لا يبقى لنا سوى العمل الذي يجعلنا نفكر وبه نخدم هذا اذا ابتغيناه طريقا الى الفضيلة التي هي وحدها نورنا
ضمن العمل نصير قديسين والقداسة في السعي الدؤوب الذي لا كلل فيه ولا سأم. في المجتمعات الحديثة يدور البحث حول الإنتاج حتى يأكل الأغنياء وبلدانهم اي حتى يظلّوا راسخين في الأرض وكأنهم استقلّوا عن السماء. وليمت الفقراء وتمّت بلدانهم. لم يخطئ آباؤنا لما قالوا: كل الخطايا تبدأ بالشراهة لأنها هي التي تثبت جسدك وتعلنه من حيث انه مستقل عن اجساد القديسين
نحن في حاجة الى بناء فلسفة جديدة اساسا للاقتصاد السياسي الذي يكشف لنا انسانا جديدا اي نحن في حاجة الى إعادة الاقتصاد الى الله وداخل الإنسان الى فضائله والفضيلة الكبرى المحبة التي لولاها لما كانت الأرض وما كانت السماء
انت تتوب ولكن ضمن عملك اذا وجدت وسيلة لتصير انسانا جديدا عاملا صلاحا. هل أتى زمان الكنيسة - العروس؟
لذلك كانت الحاجة الابداع او ما نحسبه كذلك. بمعنى انه قد يأتي ضعيفا ولكنه مساهمتنا من حيث ان ثمة دفعا داخليا يجعلك تحس انه موجود في العمل الذي تقدمه، انك تطل بما تنتج وتأخذ مما تنتج شيئا من وجود
لفتني منذ سنوات ان الطعام الذي تقدمه امرأة افضل نهائيا من ذاك الذي تنتجه اخرى مع ان المواد الموضوعة هي اياها. ما هو هذا الفارق بينهما
هناك خلق ما، ابتداع ما، شخصية مودعة في الطعام او اعداده. هكذا الأمتعة في البيت. كيف أتت هذه بمهارة وتلك بما دُرس. المجتمع الاقتصاي فيه كثير من المبدعين الا في تلك الصناعات الضخمة حيث لا مكانة كبرى للذاتية في الانتاج
في الابداع تمجيد لله الخالق، نوع من الامتداد لخالقيته او من مشاركته كما يمكن ان يعبر عن نفسه اللاهوت المسيحي. هناك جماعية بيننا وبين الله ترفع المواد التي ننتجها الى مستوى أعلى من كون ناسوتنا مسها. ان لم يكن الأمر كذلك بكون هناك عزل بين الناسوت واللاهوت وتكون الأرض ليست السماء غايتها او كأن ثمة مبتدأ مقطوع عن الخبر او ألفا لا تنتظر ياءها او كأن هناك خلقا وجد ليرى
لذلك كان في النهاية الاقتصاد لاهوتا. ان لم يكن كذلك لا يكون الله مرجع كل شيء. هل رُمي الانسان في الأرض لينتج ام ليسبح اي ليسبح فيما هو ينتج
الى هذا غالبا ما تكون عاملا مع الآخرين. هذا ليس فقط في الصناعات الكبرى ولكن في معمل للنجارة بسيط. واذا كان احساس بالجماعية يتصور مجتمع روحي وليس فقط مجتمعا سياسيا جافا يقوم على التراكم لا على التعاون. المجتمع الروحي بمعنى سري كيان واحد او كائن واحد، عضوي، يعقل واحدا على تعدديته. هذه ليست التشرذم. التشرذم خطيئة وهو ضد المشاركة والتدخل الصميمي بين الكائنات
#مما ينقذ هذه الانسانية ان المال لا يدخل كل الميادين ولا تتلطخ تاليا. طوبى لذلك الانسان الذي لا يحسب للمال حسابا او لا يقتني منه الا القليل. عند ذاك، هو حر ولا يضطر الى الكذب. عندما سأل سقراط حاكموه من يثبت لنا انك تقول الحقيقة. قال: انا فقير. مات كبير في الرسامين وهو فان غوغ معوزا. هذا لم يمنع جمال أعماله. الكبار، الكبار في كل مجالات الفن كثيرا ما يجاورون العدم الاقتصادي. المبدع اذًا حر
القديسون كلهم كانوا فقراء ويسعون الى الاقامة في الفقر ليقتنوا الثروة الوحيدة التي هي الله، هذا الذي يستغنوا به عن كل شيء. هؤلاء وحدهم ما كان لهم هم ما يأكلون وما يشربون وما يأويهم او يكسيهم. اللاشيء كان عندهم شرطا لاقتناء الروح القدس حسب عبارة القديس سيرافيم ساروف. هذا الفقر كان ضمانة وصولهم
هذا التجرد شرط لحراثة الأرض التي أمرنا الله بها عند التكوين. جعلها ملكا بشرط الشغل وهكذا يكون الانسان على صورة ربه. «انا أعمل حتى الآن وأبي يعمل» ( يوحنا 5: 17)
غاية العمل الانسان وليس الانتاج من اجل نفسه. غاية العمل نمو الانسان في الفضيلة. ليس بنايات فكر او حجر. هذه ترافق التطور الانساني الذي يحتاج الى تعقيدات كثيرة ليكون. تبدو الأمور وكأننا نسعى الي حضارة اي الى طبقات فكرية ومادية قائمة من اجل جمالها والحقيقة ان المبتغى من كل بنائنا للحضارات فرح الانسان بالملائكية التي له ان يصل اليها وان يقوم بهذا الحضارات صورة عن الحياة الإلهية التي ترعانا من فوق
العمل كان في الفردوس قبل سقوط آدم والدنيا الحالية فردوس مستعاد او كذا يرجى ان تكون. غير ان هذا لا يتحقق الا اذا سعى كل منا الى ما يكمل وجوده بما ينزل عليه من فوق فتتحد السماويات التي في قلوبنا بالتراب الذي يؤلفنا وفي نهاية النهايات لا يبقى فينا غير الضياء الإلهي
اذا استثنينا الذين يتبعون منهجا نسكيا خاصا لا يبقى لنا سوى العمل الذي يجعلنا نفكر وبه نخدم هذا اذا ابتغيناه طريقا الى الفضيلة التي هي وحدها نورنا
ضمن العمل نصير قديسين والقداسة في السعي الدؤوب الذي لا كلل فيه ولا سأم. في المجتمعات الحديثة يدور البحث حول الإنتاج حتى يأكل الأغنياء وبلدانهم اي حتى يظلّوا راسخين في الأرض وكأنهم استقلّوا عن السماء. وليمت الفقراء وتمّت بلدانهم. لم يخطئ آباؤنا لما قالوا: كل الخطايا تبدأ بالشراهة لأنها هي التي تثبت جسدك وتعلنه من حيث انه مستقل عن اجساد القديسين
نحن في حاجة الى بناء فلسفة جديدة اساسا للاقتصاد السياسي الذي يكشف لنا انسانا جديدا اي نحن في حاجة الى إعادة الاقتصاد الى الله وداخل الإنسان الى فضائله والفضيلة الكبرى المحبة التي لولاها لما كانت الأرض وما كانت السماء
انت تتوب ولكن ضمن عملك اذا وجدت وسيلة لتصير انسانا جديدا عاملا صلاحا. هل أتى زمان الكنيسة - العروس؟