الأرض الجديدة
الله في كل نفس بشرية. يملأها ولا تحده لأنه ليس في مكان ويملأ كل مكان. وهو الذي يحيي النفس ولو تسربت اليها الخطيئة لأن هذه لا تستطيع ان تلغي الحضور الإلهي في الذات البشرية. فان هذه صنعها لما جعلها على صورته. القلب البشري وحده سماء الله وانت تدخل قلبك لتراه أكان ذلك قبل الموت ام بعده. واذا اواك الرب في نعمته لا يلغي موتك مأواه. بعد فراقك هذا الوجود انت لا تصعد الى السماد اذ ليست هي فوقك ولا تنزل الى الجحيم لأنها ليست تحتك. انت »في الصعود« امام الله تعزية لك وحياة ابدية وانت ايضا امامه في الجحيم وليس هو الذي يعذبك ولكن خطيئتك تعذبك. المواجهة مؤلمة اذا لم تشأ هنا ان تصبح من جنس الله
فاذا كنت لا تصعد ولا تنزل تكون انت المقر للحسن وللسوء فتجيء بالحسنات اليك وبالسيئات اليك. يقول القديسون عندنا ان البهاء الإلهي والقباحة لا يجتمعان فيك بمعنى ان الله يطرد المعاصي المتعششة فيك وهم ينطلقون من ان الفضائل متماسكة والرذائل متماسة. هذا نعرف شيئا منه. فالسارق لا محال يكذب ومن قتل يرتكب كل المعاصي او قادر ان يرتكبها. القديسون نظروا الى نهاية الجهاد حيث تتلاحم كل الفضائل فينا واذا انقطع الجهاد تتواصل الرذائل. ولكن على طريق السمو او السماء وهما واحد . انت في صراع مع ما في نفسك التي تلتقي فيها مشاعر متصادمة كأنها ملعب لأحاسيس متضاربة تختلف بين شخص وآخر. الواقع ان ثمة فضائل تتضمّن اخرى او تقويها اذ ما من شك مثلا انك لا تبلغ التواضع الا تجمعت فيك ذروة المحاسن
اذا صحت هذه القراءة تكون النفس مشدودة بين مشاعر متناقضة الا عند الذين تحرروا من الهوى كما يقول المتصوفون الارثوذكسيون اي الذين بلغوا ذلك الهدوء الذي يقيمهم في عدم الانفعال بالشهوة. اما نحن ساكني الارض فنبقى في الصراع حتى يتم الله علينا رضاه ويرفعنا فوق هذه الترابية المحزنة
ليس عندنا شيء مقبل لا نذوقه في هذه الدنيا بمقدار. لذلك صح قول المشككين ان جهنم هنا والسماء هنا ولكن الخطأ عندهم نكرانهم ان الـ »هنا« يمتد الـ »الهناك« لكون الانسان دائما بقوة القيامة التي يحملها او بقول الله انه باعثنا من القبور. في المصطلح المسيحي عندنا الدهر الحاضر والدهر الآتي. مشكلتنا مع الملحدين ان بنكرانهم وجود الخالق ينكرون اي وجود للإنسان بعد موت. ينتهي الإنسان عندهم مع هذا الدهر. ربما لهذا سماهم الرب دهريين. عندنا ان الدهر الآتي تتويج للدهر الحاضر. فاذا كان زمانك الحالي زمانا الهيا يبقى كذلك بعد موتك واذا كان ملؤه الشر يبقى قبيحا بعد فراقك هذه الدنيا. عندما نتكلم نحن عن سماء وجهنم كحالتين من الدهر الآتي لا ننسى ان هذا الآتي يبدأ هنا. السماء ليست اذًا، حسب التصور التقليدي، ما تسعى اليها فوق ولكنها الاتية اليك هنا. هي تنزل. انه مصطلح لغوي فقط ان نقول سماء بالعربية لندل على السمو والارتفاع لأننا نشبهها الى الجبال التي ترتفع اليها من السهول
كذلك جهنم التي تعني بالعبرية وادي هنم الذي كان محرقة الزبالة في اورشليم (القدس) يملكها انسان مدعو هنّم تعني بالتصور الموروث مكانا لعذاب النار. طبعا ليس من نار خارج ما يحرق الجسد او المتاع في هذه الدنيا. ليس في الدهر الآتي من امكنة. الله وحده هو الوجود. الكتب المقدسة استعارت لفظة النار لأنها مؤلمة جدا وأقصى درجات الحريق تسبب الموت
جهنم فيك ولست انت فيها. ما لم يمت ضميرك - ولا يموت الى النهاية- فعذابك هو الخطيئة. وكلما قوي ايمانك وارتكبت يقوى ألمك الداخلي ولا نجاة منه الا بالتوبة اي بالاقلاع الكامل عن الخطيئة وحب الرجوع الى وجه الله. عند التماسك هذا الوجه تنزل اليك السماء وتطرد ما فيك من بقايا الخطيئة اي يمكنك انت طرد السماء او طرد الجحيم. ويمكنك -ان لم تكن مؤمنا جديا- ان تتلاعب بينهما
هنا تتبين ان من نسميهم قديسين هم وحدهم أنصار الله حتى الأخير لأنه هو وحده حبيبهم. انهم آثروا وجهه على كل وجه وحلاوته على كل حلاوة. يدفعون ثمن هذا الحب غاليا. انهم لقد انقطعوا عن كل ما يعيق اتحادهم بالرب. كل معصية اتحاد. لذلك عليك ان تميتها فيك لتتحد بربك. وهذا حسب تعبير الروحانيين عندنا زواج. النفس في لغتنا عروس الله اذا أبادت نزواتها وقالت فقط ما يقوله لها الرب وحفظت وصاياه
هذا الذي ينشئ نفسه على كلام الله يكون من كلام الله. لا يعمل من اجل ربح السماء. انه ربحها منذ الآن. عير ان من تأكلته خطاياه يحس انه في الجحيم لأن بين الإنسان ذي الضمير الحي والخطيئة نفورا. انه عند كل خطيئة هو مرمي في النار. في الوقت نفسه يجوع الى الله. حتى الانسان الطاهر جائع الى الله اذ يتوق الى ان يسكنه روح الله دائما وفي عمق. يأبى الانسان الصالح ان تلطخه المعصية ويعطش الى ان يجبهها في كل حين. من المحزن طبعا الا يحس بعض القوم بخطورة المعصية وقباحتها. تدخل اليهم ولا يأبهون لها، يعايشونها بلا احساس منهم بخطورتها. يبقى واجبنا ان نكشف لهم جلال الله لينجذبوا اليه ويحيوا به ويتحسسوا جسامة الخطايا. هناك خطايا يصعب استئصالها ولا سيما اذا عتقت. لها كيانها، حضورها الفاعل. مع ذلك لا يسوغ ان نيأس من انسكاب نعمة الله على هؤلاء. اذا اكثرنا الصلاة من اجلهم لهم بها فرصة التجلي فيسكنون بهذه الأنوار التي حلّت فيهم بعد ان صاروا خلائق جديدة
اهمية الصلاة من اجل من نعرفه غارقا في بحر من سيئات ان السماء لجميع ساكنيها. ان ودنا لهم ان يبتغوا البرارة حتى لا يرضوا انفسهم في الرذائل. ونحن لا يجوز لنا ان نفرح بخلاص فردي. الله يريد الكل ان يخلصوا. ان نتمم مشيئته هو ان نريد ما يريد وان نسعى اليه. واذا هبطت السماء الى هذه الأرض تتجلى الكنيسة -العروس ونصير واحدا في القداسة
الى الصلاة تأتي هذه الوحدة بالقدوة. ان ترى مثلا ناسا صادقين طوال معرفتك بهم يدفعك الى الصدق. الناس بالقدوة يطهرون بعضهم بعضا وينشئون جسد المسيح
كل ما في الأرض باطل قبل ان تصبح الأرض سماء فيما تقوم بأعمالها العادية، فيما تأكل وتشرب وتتآلف على الحب. القضية الوحيدة ان نستعيد الفردوس المفقود الى الدنيا التي نسكن حتى تردم الهوة بين الله والناس ليفرح الرب بأبنائه ونفرح نحن بأبوته
السماء الجديدة التي يتكلّم عليها سفر الرؤيا هي الأرض الجديدة التي يسكن فيها العدل. هذه الأرض يجددها الله وأحباؤه في كل حين. اليوم، اليوم اصنعوها لمجد الله وفرحكم
فاذا كنت لا تصعد ولا تنزل تكون انت المقر للحسن وللسوء فتجيء بالحسنات اليك وبالسيئات اليك. يقول القديسون عندنا ان البهاء الإلهي والقباحة لا يجتمعان فيك بمعنى ان الله يطرد المعاصي المتعششة فيك وهم ينطلقون من ان الفضائل متماسكة والرذائل متماسة. هذا نعرف شيئا منه. فالسارق لا محال يكذب ومن قتل يرتكب كل المعاصي او قادر ان يرتكبها. القديسون نظروا الى نهاية الجهاد حيث تتلاحم كل الفضائل فينا واذا انقطع الجهاد تتواصل الرذائل. ولكن على طريق السمو او السماء وهما واحد . انت في صراع مع ما في نفسك التي تلتقي فيها مشاعر متصادمة كأنها ملعب لأحاسيس متضاربة تختلف بين شخص وآخر. الواقع ان ثمة فضائل تتضمّن اخرى او تقويها اذ ما من شك مثلا انك لا تبلغ التواضع الا تجمعت فيك ذروة المحاسن
اذا صحت هذه القراءة تكون النفس مشدودة بين مشاعر متناقضة الا عند الذين تحرروا من الهوى كما يقول المتصوفون الارثوذكسيون اي الذين بلغوا ذلك الهدوء الذي يقيمهم في عدم الانفعال بالشهوة. اما نحن ساكني الارض فنبقى في الصراع حتى يتم الله علينا رضاه ويرفعنا فوق هذه الترابية المحزنة
ليس عندنا شيء مقبل لا نذوقه في هذه الدنيا بمقدار. لذلك صح قول المشككين ان جهنم هنا والسماء هنا ولكن الخطأ عندهم نكرانهم ان الـ »هنا« يمتد الـ »الهناك« لكون الانسان دائما بقوة القيامة التي يحملها او بقول الله انه باعثنا من القبور. في المصطلح المسيحي عندنا الدهر الحاضر والدهر الآتي. مشكلتنا مع الملحدين ان بنكرانهم وجود الخالق ينكرون اي وجود للإنسان بعد موت. ينتهي الإنسان عندهم مع هذا الدهر. ربما لهذا سماهم الرب دهريين. عندنا ان الدهر الآتي تتويج للدهر الحاضر. فاذا كان زمانك الحالي زمانا الهيا يبقى كذلك بعد موتك واذا كان ملؤه الشر يبقى قبيحا بعد فراقك هذه الدنيا. عندما نتكلم نحن عن سماء وجهنم كحالتين من الدهر الآتي لا ننسى ان هذا الآتي يبدأ هنا. السماء ليست اذًا، حسب التصور التقليدي، ما تسعى اليها فوق ولكنها الاتية اليك هنا. هي تنزل. انه مصطلح لغوي فقط ان نقول سماء بالعربية لندل على السمو والارتفاع لأننا نشبهها الى الجبال التي ترتفع اليها من السهول
كذلك جهنم التي تعني بالعبرية وادي هنم الذي كان محرقة الزبالة في اورشليم (القدس) يملكها انسان مدعو هنّم تعني بالتصور الموروث مكانا لعذاب النار. طبعا ليس من نار خارج ما يحرق الجسد او المتاع في هذه الدنيا. ليس في الدهر الآتي من امكنة. الله وحده هو الوجود. الكتب المقدسة استعارت لفظة النار لأنها مؤلمة جدا وأقصى درجات الحريق تسبب الموت
جهنم فيك ولست انت فيها. ما لم يمت ضميرك - ولا يموت الى النهاية- فعذابك هو الخطيئة. وكلما قوي ايمانك وارتكبت يقوى ألمك الداخلي ولا نجاة منه الا بالتوبة اي بالاقلاع الكامل عن الخطيئة وحب الرجوع الى وجه الله. عند التماسك هذا الوجه تنزل اليك السماء وتطرد ما فيك من بقايا الخطيئة اي يمكنك انت طرد السماء او طرد الجحيم. ويمكنك -ان لم تكن مؤمنا جديا- ان تتلاعب بينهما
هنا تتبين ان من نسميهم قديسين هم وحدهم أنصار الله حتى الأخير لأنه هو وحده حبيبهم. انهم آثروا وجهه على كل وجه وحلاوته على كل حلاوة. يدفعون ثمن هذا الحب غاليا. انهم لقد انقطعوا عن كل ما يعيق اتحادهم بالرب. كل معصية اتحاد. لذلك عليك ان تميتها فيك لتتحد بربك. وهذا حسب تعبير الروحانيين عندنا زواج. النفس في لغتنا عروس الله اذا أبادت نزواتها وقالت فقط ما يقوله لها الرب وحفظت وصاياه
هذا الذي ينشئ نفسه على كلام الله يكون من كلام الله. لا يعمل من اجل ربح السماء. انه ربحها منذ الآن. عير ان من تأكلته خطاياه يحس انه في الجحيم لأن بين الإنسان ذي الضمير الحي والخطيئة نفورا. انه عند كل خطيئة هو مرمي في النار. في الوقت نفسه يجوع الى الله. حتى الانسان الطاهر جائع الى الله اذ يتوق الى ان يسكنه روح الله دائما وفي عمق. يأبى الانسان الصالح ان تلطخه المعصية ويعطش الى ان يجبهها في كل حين. من المحزن طبعا الا يحس بعض القوم بخطورة المعصية وقباحتها. تدخل اليهم ولا يأبهون لها، يعايشونها بلا احساس منهم بخطورتها. يبقى واجبنا ان نكشف لهم جلال الله لينجذبوا اليه ويحيوا به ويتحسسوا جسامة الخطايا. هناك خطايا يصعب استئصالها ولا سيما اذا عتقت. لها كيانها، حضورها الفاعل. مع ذلك لا يسوغ ان نيأس من انسكاب نعمة الله على هؤلاء. اذا اكثرنا الصلاة من اجلهم لهم بها فرصة التجلي فيسكنون بهذه الأنوار التي حلّت فيهم بعد ان صاروا خلائق جديدة
اهمية الصلاة من اجل من نعرفه غارقا في بحر من سيئات ان السماء لجميع ساكنيها. ان ودنا لهم ان يبتغوا البرارة حتى لا يرضوا انفسهم في الرذائل. ونحن لا يجوز لنا ان نفرح بخلاص فردي. الله يريد الكل ان يخلصوا. ان نتمم مشيئته هو ان نريد ما يريد وان نسعى اليه. واذا هبطت السماء الى هذه الأرض تتجلى الكنيسة -العروس ونصير واحدا في القداسة
الى الصلاة تأتي هذه الوحدة بالقدوة. ان ترى مثلا ناسا صادقين طوال معرفتك بهم يدفعك الى الصدق. الناس بالقدوة يطهرون بعضهم بعضا وينشئون جسد المسيح
كل ما في الأرض باطل قبل ان تصبح الأرض سماء فيما تقوم بأعمالها العادية، فيما تأكل وتشرب وتتآلف على الحب. القضية الوحيدة ان نستعيد الفردوس المفقود الى الدنيا التي نسكن حتى تردم الهوة بين الله والناس ليفرح الرب بأبنائه ونفرح نحن بأبوته
السماء الجديدة التي يتكلّم عليها سفر الرؤيا هي الأرض الجديدة التي يسكن فيها العدل. هذه الأرض يجددها الله وأحباؤه في كل حين. اليوم، اليوم اصنعوها لمجد الله وفرحكم