تمتد أبرشيّة بعلبك للروم الكاثوليك في موازاة الجبل الشرقي من شمال سهل البقاع. وذلك من حدث بعلبك جنوبًا، إلى بلدة القاع شمالاً. وقدكان عدد مؤمنيها عند بدء الأحداث اللبنانيّة عام 1975، يبلغ العشرين ألفًا. وقد تضاءل بنسبة الثُلث تقريبًا بسبب الهجرة سواء إلى بيروت وضواحيها أو إلى بلاد الاغتراب. وهم يتوزّعون بين بعلبك والقرى الآتية: القاع ورأس بعلبك والفاكهة وجديدة الفاكهة وعين بورضاي والطيبة ومجدليون وحدث بعلبك، والعين وإيعات وسرعين. مدينة بعلبك: تُعدُّ بعلبك من المدن العريقة في القِدَم. وقد لعبَ الخيال دوره في تحديد أصولها. فقيل إنّها سبقت أيّام نوح والطوفان وإنّ قلعتها العظيمة هي أقدم ما بَنَتْهُ يد الإنسان في الأرض. واعتقد آخرون، ومنهم العرب، أنّ إبراهيم أبا الآباء، ملكَ في دمشق وضواحيها، وكان يقيم في بعلبك وكذلك عددٌ من الأنبياء، والأجداد الأوّلين. وذهب بعضُهم إلى أنّ آدم خُلق في بعلبك. وكلُّ هذا يدلّ على أنّ هذه المدينة قديمة، وقديمة جدًّا. اسم مدينة بعلبك: إتّفق المؤرّخون على معنى كلمة بعلبك وعلى أنّ دلالتها واحدة، سواء في اليونانية أو السريانيّة أو العربية. فجميعهم نسبوها إلى البَعل، إله الفينيقيين. فهي مدينة البعل، نسبةً إلى هيكل البعل الذي بناه فيها الفينيقيّون. وكتاب التَلمُود (أي مجموعة العقائد اليهودية التي كان الكتبة يعلّمونها للشعب)،كان يسمّيها بعلبكى. وجاء اسمها في السريانيّة "بعل بقعوتو" أي بعل البقاع. وقد عرّبه العرب فأصبح بعلبك. وأبدل اليونان اسم المدينة بهليوبوليس (أي مدينة الشمس) لأنّ البعل هو إله الفينيقيين. المسيحيّة في بعلبك: حلّت المسيحيّة في بعلبك محلّ الوثنيّة في بداية العهد المسيحيّ. وقد ذكر السنكسار اليونانيّ (قصص القديسين)، أنّ هذه المدينة، كانت مقرًّا للأسقفيّة في أوائل القرن الثاني للميلاد، وكان اسم أسقفها، إذ ذاك ثيودوتس. ولكنّ الأرجح ما جاء في كتاب المؤرّخ أوسابيوس، من أنّ أوّل أسقف أقام له مقرًّا أو مطرانيّة في بعلبك، كان في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير (306- 337). الكنائس في بعلبك:بعد أن اهتدى الإمبراطور قسطنطين الكبير، من الوثنيّة إلى المسيحيّة، بنى في ما بنى في الشرق من كنائس فخمة، كنيسة بين هياكل قلعة بعلبك. جاء هذا في كتاب المؤرّخ أوسابيوس (265- 340) وفي كتاب (تاريخ الدول) للمؤرّخ أبي الفرج. ثمّ حوّل الإمبراطور تيودوسيوس (379- 395) هيكل هليوبوليس الوثنيّ في قلعة بعلبك إلى كنيسة تزال آثارها قائمة في وسط البهو الكبير، أمام مدخل هيكل جوبيتر. كنيسة البربارة الحاليّة: إنّ كاتدرائيّة الروم الكاثوليك الحاليّة في بعلبك، والمعروفة بكنيسة البربارة، قد أطلق عليها اسم الشهيدتين بربارة وتقلا. وقد اكتمل بناؤها في مواجهة القلعة في عهد المطران أغابيوس المعلوف سنة 1897. وفوق مدخل الكنيسة حجر منقوش يثبت ذلك. وإلى جوار الكاتدرائيّة، معبد أقدمُ منها، يعود تاريخه إلى سنة 1830، أقامه المطران أثناسيوس عبيد. وقد نُقش على اللوحة الحجريّة القائمة فوق مدخله، ما يأتي: لدى بربارة العظمى وتقلا غدا أثناسيوس قرير عين بمسعاهُ المؤرّخ جاء بيتٌ له ثبت الجمال بشاهدين سنة 1830 وإلى جوار هذه الكنيسة، مبنى المطرانيّة القديم، الذي بُنى في التاريخ ذاته. أمّا نسبة كاتدرائية الروم الكاثوليك في بعلبك إلى القديسة بربارة، فلها جذور قديمة في التاريخ. فقد سبق أن حوّل المسيحيّون الأقدمون، قبل الفتح الإسلامي، إلى كنيسة باسم القديسة بربارة هيكل الزهرة (فينوس)، الكائن إلى الجنوب الشرقيّ من القلعة. وهو أصغر هياكل بعلبك، ولكنه أروعها من حيث الهندسة والزخرف. ولا تزال رسوم مسيحيّة وصلبان ظاهرةً على جدران هذا الهيكل. ويذكر التقليد أنّ بربارة وُلدت واستشهدت في بعلبك. وما زال أهالي بعلبك والمنطقة، من مسيحيين ومسلمين، يطلقون على هذا الهيكل اسم البربارة. وفي بعلبك كنيستان أخرىان أكثر حداثة، أُغلقتا مؤقّتًا بسبب الأحداث. إحداهما للروم الأرثوذكس والأخرى للموارنة. وقد كانت أبرشيّة بعلبك تابعة لكرسيّ دمشق الأسقفيّ، كما كانت أبرشيّة حمص وحماه ويبرود. ثم انفصلت وأصبحت مستقلّة في أواسط القرن التاسع عشر
رعايا وكنائس أبرشيّة بعلبك
رعيّة البربارة-بعلبك/ رعيّة الفاكهة للقديس جاورجيوس/ رعيّة جديدة الفاكهة للقديس جاورجيوس/ رعيّة رأس بعلبك للقديسين بطرس وبولس والقديس ليان/ رعيّة حدث بعلبك للنبيّ العظيم إيليّا/