أحد العنصرة
8 – 6 – 2014
نحتفل بعيد العنصرة هذا الآحد، الذي يختتم الزمن الفصحي بعد خمسين يومًا من أحد القيامة. حيث يُعتبر عيدُ العنصرة عيد ميلاد الكنيسة، حيث الآب تمّم عمله بإفاضة الروح على جماعة الرسل يوم العنصرة (أعمال 2: 23- 32). وعليه تُشكّل العنصرة إكمالا للفصح والصعود، علامة لكل مسيحي أن يعيش في حياته التجلي والصلب والقيامة وصولا للعنصرة، ويصبح شاهدًا حقيقيًّا في مجتمعه. والعنصرة لفظة عربية مأخوذة من الأرامية (عتصيرت) ومعناها إجتماع الخمسين، حيث تشير إلى مواصلة التجلّيات الإلهية في العهد الجديد بحلول الروح القدس. إنه عيد الوحدة والإنسانية والعدل، بعكس قصة بابل إذ توصف بمملكة يبذل فيها الناس جهدا، معتقدين أنّه بإمكانهم التغلّب على الله، ويكونوا أقوياء لبناء درب بمفردهم يقودهم حتى السماء، ولكن لاحظوا فجأة أنّهم كانوا يبنون بعكس بعضهم، وفقدوا أهمّ عنصر في الطبيعة البشريّة، أي القدرة على التواصل والتفاهم والعمل سوياً. أما العنصرة فهي طريق الوحدة من خلال نعمة الروح القدس، التي تمنحنا قلباً ولساناً وقدرة جديدة على التخاطب والتفاعل، هذا ما حصل في العنصرة، حيث كان الإنقسام والتباعد، ولدت الوحدة والتفاهم. ويقول القديس بولس في الواقع "إنّ ثمر الروح هو الفرح والسلام والمحبة " (غلاطية 5، 22). ويذكر الكتاب المقدس أن التلاميذ كانوا متواجدين كلهم في مكان واحد هو العلية، ولكن لا يسلَّط الضوء على المكان، بقدر ما سلّطه على حالة التلاميذ الداخلية، "كانوا مثابرين على الصلاة بقلب واحد" (أعمال 1، 14). وبالتالي فإن إتفاق التلاميذ هو الضمانة لحلول الروح القدس، وركيزة الإتفاق هي الصلاة. والجماعة المصلية المتفقة هي العلامة المنظورة للجماعة المسيحية الأولى في أعمال الرسل. وهذا الأمر ينطبق أيضًا على كنيسة اليوم، إذ أردنا ألا يصبح عيد العنصرة مجرد رتبة وذكرى، بل أن يكون عودة إلى روح التأسيس، علينا أن نقوي لهبة الروح القدس فينا، من خلال الإصغاء المتواضع والصامت للكلمة، مواظبين على المشورات الإنجيلية، والصلوات، وكسر الخبز . على مثال الرسل نؤدي الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونبشّر به بمؤازرة الروح القدس. وعليه إن الإيمان بعيد العنصرة يقتضي الشهادة والتبشير العلني، حيث لا مجال للمسيحي أن يفكّر بأن الإيمان أمر فردي، الإيمان هو القرار بأن نكون مع الربّ لنعيش معه ونشهد له. الكنيسة يوم العنصرة تعلن بوضوح البعد العلني لقرار الإيمان، وللقيام بجرأة بإعلان إيماننا الذاتي لكلّ إنسان. إنّ موهبة الروح القدس هي التي تؤهّل للرسالة، وتقوّي شهادتنا بجعلها صريحة وشجاعة. إذا العنصرة هي انطلاقة التبشير الجديد. " قد أعطيت كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا كل الأمم، معمدين إياهم، بإسم الآب والإبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر" . آمين
8 – 6 – 2014
نحتفل بعيد العنصرة هذا الآحد، الذي يختتم الزمن الفصحي بعد خمسين يومًا من أحد القيامة. حيث يُعتبر عيدُ العنصرة عيد ميلاد الكنيسة، حيث الآب تمّم عمله بإفاضة الروح على جماعة الرسل يوم العنصرة (أعمال 2: 23- 32). وعليه تُشكّل العنصرة إكمالا للفصح والصعود، علامة لكل مسيحي أن يعيش في حياته التجلي والصلب والقيامة وصولا للعنصرة، ويصبح شاهدًا حقيقيًّا في مجتمعه. والعنصرة لفظة عربية مأخوذة من الأرامية (عتصيرت) ومعناها إجتماع الخمسين، حيث تشير إلى مواصلة التجلّيات الإلهية في العهد الجديد بحلول الروح القدس. إنه عيد الوحدة والإنسانية والعدل، بعكس قصة بابل إذ توصف بمملكة يبذل فيها الناس جهدا، معتقدين أنّه بإمكانهم التغلّب على الله، ويكونوا أقوياء لبناء درب بمفردهم يقودهم حتى السماء، ولكن لاحظوا فجأة أنّهم كانوا يبنون بعكس بعضهم، وفقدوا أهمّ عنصر في الطبيعة البشريّة، أي القدرة على التواصل والتفاهم والعمل سوياً. أما العنصرة فهي طريق الوحدة من خلال نعمة الروح القدس، التي تمنحنا قلباً ولساناً وقدرة جديدة على التخاطب والتفاعل، هذا ما حصل في العنصرة، حيث كان الإنقسام والتباعد، ولدت الوحدة والتفاهم. ويقول القديس بولس في الواقع "إنّ ثمر الروح هو الفرح والسلام والمحبة " (غلاطية 5، 22). ويذكر الكتاب المقدس أن التلاميذ كانوا متواجدين كلهم في مكان واحد هو العلية، ولكن لا يسلَّط الضوء على المكان، بقدر ما سلّطه على حالة التلاميذ الداخلية، "كانوا مثابرين على الصلاة بقلب واحد" (أعمال 1، 14). وبالتالي فإن إتفاق التلاميذ هو الضمانة لحلول الروح القدس، وركيزة الإتفاق هي الصلاة. والجماعة المصلية المتفقة هي العلامة المنظورة للجماعة المسيحية الأولى في أعمال الرسل. وهذا الأمر ينطبق أيضًا على كنيسة اليوم، إذ أردنا ألا يصبح عيد العنصرة مجرد رتبة وذكرى، بل أن يكون عودة إلى روح التأسيس، علينا أن نقوي لهبة الروح القدس فينا، من خلال الإصغاء المتواضع والصامت للكلمة، مواظبين على المشورات الإنجيلية، والصلوات، وكسر الخبز . على مثال الرسل نؤدي الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونبشّر به بمؤازرة الروح القدس. وعليه إن الإيمان بعيد العنصرة يقتضي الشهادة والتبشير العلني، حيث لا مجال للمسيحي أن يفكّر بأن الإيمان أمر فردي، الإيمان هو القرار بأن نكون مع الربّ لنعيش معه ونشهد له. الكنيسة يوم العنصرة تعلن بوضوح البعد العلني لقرار الإيمان، وللقيام بجرأة بإعلان إيماننا الذاتي لكلّ إنسان. إنّ موهبة الروح القدس هي التي تؤهّل للرسالة، وتقوّي شهادتنا بجعلها صريحة وشجاعة. إذا العنصرة هي انطلاقة التبشير الجديد. " قد أعطيت كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا كل الأمم، معمدين إياهم، بإسم الآب والإبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر" . آمين